[أيتها الأم .. أحقا أنك تحبين ابنك؟
شاءت إرادة المولى جل جلاله أن يهب لمن يشاء الذكور ويهب لمن يشاء الإناث أو
يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما .. وله جلّ شأنه في كل ذلك حكمة
بالغة لا يعلمها إلا هو ..
إن الأبناء نعمة عظيمة جليلة تستوجب شكر الله عليها .. وشكرها ليس
باللسان فحسب وإنما يتعداه إلى أكثر من ذلك .. فحسن تربية الأبناء التربية
الصالحة من تعليم لكتاب الله وللأخلاق الفاضلة وغرس القيم النبيلة في
نفوسهم .. وحمايتهم من الوقوع في شرك الشيطان وأتباعه .. وحمايتهم من
الناحية الصحية والجسدية .. كل هذا وغيره من مظاهر شكر الله على نعمة
الأبناء ..
تسمع من هناك وهناك هتافات متضاربة لتضارب حال من يهتف بها .. فالعقيم
يقول "يا ليت عندي ولو طفل واحد أنعم برؤيته وسماع نبرات صوته الطفولية
البريئة " .. ومن رُزق بالبنين يقول "يا ليت عندي ولو بنت واحدة تشارك هؤلاء
الأبناء مرحهم" .. ومن رُزق بالبنات يقول " يا ليت ولو عندهن أخ يرفع رأسهن" ..
وحال من زوجه ربه ذكرانا وإناثا شبيها بحال هؤلاء ..
مع كل ذلك تجد في هؤلاء من يصرخ من البنين ويدعوا عليهم .. وفيهم من يصرخ
من البنات وعليهن يدعوا .. وفيهم من يدعوا على البنات والبنين مستكثرا
عددهم أو كثرة مطالبهم أو مستثقلا شغبهم ..
امرأة توفي لها طفل وعندها غيره طفلان .. أحدهما كثيرٌ شغبه إلى حد أنه لا
يُطاق أحيانا .. لكنه لا يعدم الهدوء في حال من وجد من يلاطفه بعقل وحكمة ..
وبينما هو يلهو ويلعب ويشاغب قالت له أمه " عساها جنازتك تشتل الليلة "
تقصد أنها ترجو له الموت وتحمل جنازته في تلك الليلة !!!
لزمت الصمت برهة من عظم ما قالته تلك الأم لأبنها .. ثم قلت لها :أي كلام هذا
الذي قلتيه لأبنك؟؟!! .. أيهون عليك طفلك أن يكون دعاؤك له هكذا .. ألا يكفيك
أنك فقدت أحدهم ؟؟!!أوَتشعرين بالراحة بقولك هذا؟! وماذا أضاف إليك هذا
القول ؟!
ابتسمت ابتسامة تخفي ندما وحياء ثم قالت كلاما ما معناه "أنها منه لاقت ما أتعبها وأنهكها وأذهب بعقلها" ..
قالت لها أمي :"أراك بعقلك لم تُجنّي" ............
مختصر الكلام .. هذا مثال واحد من أمثلة كثيرة على دعاء الآباء على الأبناء ..
أَوما علم هؤلاء الآباء أن دعوة الوالد للولد مستجابة؟! .. فلماذا نجعلها دعوة شر لا خير؟! ..
أوَما علمت هذا الأم وغيرها أن الجنة تحت أقدام الأمهات .. وهل جُعلت الجنة
تحت أقدام الأمهات إلا لعظم ما تلاقيه الأم من متاعب وصعاب في التربية
والتنشئة ؟..
فماذا تحسبين أيتها الأم ؟ هل تحسبين أن الحياة مفروشة بالزهر والورد
ومُطعمةً بعسل وسكر ؟؟
إن كنت تحسبين أن ذاك هو فراشها وذاك هو طعمها فأنت يا أيتها الأم لست
على صواب .. إن الدنيا أيتها الأم مفروشة بالشوك وطعمها مرٌّ لاذع .. إن الحياة أيتها الحبيبة جهاد بعينه ..
جهاد بكل أشكاله وألوانه .. فأعدي لذلك العدة واستعيني برب العباد فهو خير معين ..
واحتسبي الأجر عند الله فإن الله لا يضيع عامل منكم من ذكر وأنثى ... واعلمي أنها ضريبة الأبناء ..
وفقك الله ..
وحفظ لك فلذات كبدك وأعانك على تربيتهم كما يحب جل شأنه ويرضى
شاءت إرادة المولى جل جلاله أن يهب لمن يشاء الذكور ويهب لمن يشاء الإناث أو
يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما .. وله جلّ شأنه في كل ذلك حكمة
بالغة لا يعلمها إلا هو ..
إن الأبناء نعمة عظيمة جليلة تستوجب شكر الله عليها .. وشكرها ليس
باللسان فحسب وإنما يتعداه إلى أكثر من ذلك .. فحسن تربية الأبناء التربية
الصالحة من تعليم لكتاب الله وللأخلاق الفاضلة وغرس القيم النبيلة في
نفوسهم .. وحمايتهم من الوقوع في شرك الشيطان وأتباعه .. وحمايتهم من
الناحية الصحية والجسدية .. كل هذا وغيره من مظاهر شكر الله على نعمة
الأبناء ..
تسمع من هناك وهناك هتافات متضاربة لتضارب حال من يهتف بها .. فالعقيم
يقول "يا ليت عندي ولو طفل واحد أنعم برؤيته وسماع نبرات صوته الطفولية
البريئة " .. ومن رُزق بالبنين يقول "يا ليت عندي ولو بنت واحدة تشارك هؤلاء
الأبناء مرحهم" .. ومن رُزق بالبنات يقول " يا ليت ولو عندهن أخ يرفع رأسهن" ..
وحال من زوجه ربه ذكرانا وإناثا شبيها بحال هؤلاء ..
مع كل ذلك تجد في هؤلاء من يصرخ من البنين ويدعوا عليهم .. وفيهم من يصرخ
من البنات وعليهن يدعوا .. وفيهم من يدعوا على البنات والبنين مستكثرا
عددهم أو كثرة مطالبهم أو مستثقلا شغبهم ..
امرأة توفي لها طفل وعندها غيره طفلان .. أحدهما كثيرٌ شغبه إلى حد أنه لا
يُطاق أحيانا .. لكنه لا يعدم الهدوء في حال من وجد من يلاطفه بعقل وحكمة ..
وبينما هو يلهو ويلعب ويشاغب قالت له أمه " عساها جنازتك تشتل الليلة "
تقصد أنها ترجو له الموت وتحمل جنازته في تلك الليلة !!!
لزمت الصمت برهة من عظم ما قالته تلك الأم لأبنها .. ثم قلت لها :أي كلام هذا
الذي قلتيه لأبنك؟؟!! .. أيهون عليك طفلك أن يكون دعاؤك له هكذا .. ألا يكفيك
أنك فقدت أحدهم ؟؟!!أوَتشعرين بالراحة بقولك هذا؟! وماذا أضاف إليك هذا
القول ؟!
ابتسمت ابتسامة تخفي ندما وحياء ثم قالت كلاما ما معناه "أنها منه لاقت ما أتعبها وأنهكها وأذهب بعقلها" ..
قالت لها أمي :"أراك بعقلك لم تُجنّي" ............
مختصر الكلام .. هذا مثال واحد من أمثلة كثيرة على دعاء الآباء على الأبناء ..
أَوما علم هؤلاء الآباء أن دعوة الوالد للولد مستجابة؟! .. فلماذا نجعلها دعوة شر لا خير؟! ..
أوَما علمت هذا الأم وغيرها أن الجنة تحت أقدام الأمهات .. وهل جُعلت الجنة
تحت أقدام الأمهات إلا لعظم ما تلاقيه الأم من متاعب وصعاب في التربية
والتنشئة ؟..
فماذا تحسبين أيتها الأم ؟ هل تحسبين أن الحياة مفروشة بالزهر والورد
ومُطعمةً بعسل وسكر ؟؟
إن كنت تحسبين أن ذاك هو فراشها وذاك هو طعمها فأنت يا أيتها الأم لست
على صواب .. إن الدنيا أيتها الأم مفروشة بالشوك وطعمها مرٌّ لاذع .. إن الحياة أيتها الحبيبة جهاد بعينه ..
جهاد بكل أشكاله وألوانه .. فأعدي لذلك العدة واستعيني برب العباد فهو خير معين ..
واحتسبي الأجر عند الله فإن الله لا يضيع عامل منكم من ذكر وأنثى ... واعلمي أنها ضريبة الأبناء ..
وفقك الله ..
وحفظ لك فلذات كبدك وأعانك على تربيتهم كما يحب جل شأنه ويرضى