Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    مقدمة حول القصـــة

    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 61736
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 33

    مقدمة حول القصـــة Empty مقدمة حول القصـــة

    مُساهمة من طرف GODOF الإثنين 26 أكتوبر - 19:51

    سلسلة كيف نبني أمة؟
    قصة الإسلام





    قصة التتار
    من البداية.. إلى عين جالوت








    د. راغب السرجاني
    مقدمة الكتاب

    إن الحمد لله، نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له..
    أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله..
    أما بعد..
    فإن الله عز وجل من رحمته بخلقه أنه ثبّت لهم في الأرض سننًا لا تتغير ولا تتبدل.. بهذه السنن تستقيم حياة الناس.. وعليها يعتمد الخلق في حركاتهم وسكناتهم.. ولو كان لكل زمان سنّة، أو لكل مكان سنّة تختلف عن غيرها لاضطربت حياة الناس، ولضاعت كل الخبرات السابقة..
    لكن ـ بفضل الله ـ الخبرات السابقة لا تضيع.. ما حدث معك بالأمس يتكرر اليوم.. وما يحدث معك اليوم سيتكرر غدًا.. وهكذا إلى يوم القيامة..
    ومن هنا جاءت أهمية دراسة التاريخ..
    فالأحداث السابقة تكرر دائماً, وبصورة تكاد تكون متطابقة، فليس هناك جديد على الأرض.. فإذا درسنا التاريخ وعرفنا أن حدثاً ما قد مرَّ قبل ذلك، وكانت فيه نفس الظروف والملابسات التي تواكب حدثاً نعيشه الآن، فإننا نستطيع أن نستنتج النتائج، فإن كان الحدث نصراً مجيداً سرنا على نفس الطريق الذي سار فيه المنتصرون فوصلنا إلى نفس النتيجة، وإن كان الحدث هزيمة مخزية تجنبنا أخطاء السابقين فلا نصل إلى هزيمة كهزيمتهم..
    دراسة التاريخ بهذه الطريقة، تجعل التاريخ حياً ينبض.. أنت تقرأ لتتفاعل، لا لمجرد التسلية أو الدراسة الأكاديمية البحتة.. دراسة التاريخ بهذه الصورة لها هدف واضح هو البحث عن "العبرة".. وهو ما ذكره الله عز وجل في كتابه عندما قال:
    "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب"..
    ولهذا السبب جعل الله عز وجل ثلث القرآن قصصاً؛ حتى يستقرئ المسلمون سنن الله عز وجل في الأقوام السابقين.. وليعلموا حتماً أن هذه السنن ثابتة.. فيستطيعوا توقع الشيء قبل حدوثه، ومن ثم الاستفادة منه.. ولا يأتي هذا إلا بتفكر عميق في كل قصة.. ودراستها من كل زاوية.. ولهذا يقول الله عز وجل:
    "فاقصص القصص لعلهم يتفكرون"..
    وبين أيدينا الآن حدث من الأحداث الهامة جداً في تاريخ المسلمين.. بل وفي تاريخ الأرض بصفة عامة..
    وهو حدث ظهور قوة جديدة رهيبة على سطح الأرض في القرن السابع الهجري.. وقد أدى ظهور هذه القوة إلى تغييرات هائلة في الدنيا بصفة عامة.. وفي أرض الإسلام بصفة خاصة..
    تلك القوة هي "دولة التتار"!!..
    وقصة التتار عجيبة حقًا.. عجيبة بكل المقاييس.. ولولا أنها موثقة في كل المصادر، وبصورة تكاد تكون متطابقة في كثير من الأحيان لقلنا إنها خيال، أو أغرب من الخيال..
    القصة عجيبة لأن التغيير فيها من ضعف إلى قوة، أو من قوة إلى ضعف لم يأخذ إلا وقتًا يسيرًا جدًا.. فما هي إلا أعوام قليلة جدًا حتى يعز الله دولة ويذل أخرى.. ثم تمر أعوام أخرى قليلة فيذل الله عز وجل الأولى ويعز الأخرى!!
    "قل اللهم مالك الملك.. تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء, وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير"..
    والقصة عجيبة أيضًا للمبالغة الشديدة في الأحداث: المبالغة في الأرقام في كل حدث.. المبالغة في أعداد القتلى، وفي أعداد الجيوش، وفي أعداد المدن المنهارة، وفي مساحات البلاد المحتلة، وفي أعداد الخيانات وأسلوبها..
    كما أن القصة عجيبة لشدة التطابق بينها وبين واقعنا الآن..
    وسبحان الله!!
    وقد أراد الله عز وجل أن يوضح لنا حقيقة ثبات السنن، وتكرار التاريخ.. فجعل الأحداث التي تمر بها أمتنا في وقتنا هذا تكاد تكون متطابقة مع الأحداث التي جرت على سطح الأرض في القرن السابع الهجري.. ولو بحثنا في التاريخ فسنجد تطابقاً مع أحداث أخرى كثيرة.. ولكن وقع اختياري على هذا الحدث بالذات لأنه يدور في نفس المنطقة التي تدور فيها الآن أحداث هامة جداً بالنسبة للعالم الإسلامي.. ومن ثم يستطيع القارئ بسهولة أن يربط بين التاريخ والواقع، ويستطيع بسهولة أيضاً أن يستقرئ سنن الله عز وجل في أرضه وفي خلقه..
    وليس الغرض من هذه الصفحات هو الدخول في كل تفصيل والبحث عن كل موقف، فهذا يطول شرحه، ولكن فقط سنمر على الأحداث في عجالة نبحث فيها عن مواطن العبرة.. وعن أوجه الشبه بينها وبين زماننا المعاصر.. ونحلل بسرعة أسباب الهزيمة وأسباب النصر.. ومن أراد أن يستزيد فليعد إلى المراجع الكثيرة العظيمة التي تزخر بها المكتبة الإسلامية..

    والله أسأل أن ينفعنا بكل صفحة وكل كلمة، بل وبكل حرف في هذه القصة العجيبة..


    د. راغب السرجاني

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 14 نوفمبر - 23:18