نلتقي معكم اليوم
مع الشاعرابو نواس
مع الشاعرابو نواس
أبو نواس
هو الشاعر العباسى الشهير ولعل سبب شهرته هو
ظرفه وذكاؤه وما قيل عن مجونه وحبه للخمر
وامتداحه للخلفاء
واسمه الحسن بن هانئ وقد ولد سنة 141 هجرية
فى عهد الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور ولد
بالأهواز ونزحت أسرته وهو ما زال صغيرا إلى
البصرة طلبا للرزق وتربى يتيما وقيل انه كان له
اخ واحد اسمه أبو معاز وقيل إنهم كانوا أكثر من
أخ وقيل أيضا انه تزوج من امرأة وطلقها فى ليلة
واحدة وقيل انه كانت له بنتان إحداهن اسمها برة
والاخرىاسمها لبابة وكل ما ذكر عنه اسريا هو من
قبيل الظن ولم تصلنا عنه فى هذا معلومات أكيدة
موثقة ولم يذكر هو لنا عن أسرته فى أشعاره شيئا
يمكن الاستناد إليه ,,
وكان جميل الطلعة ابيض البشرة نحيف الجسم
معتدل القامة فصيح اللسان حاضر البديهة سريع
النكتة وكان من جلساء الخليفة هارون الرشيد
وابنه الأمين من بعده تعرض للسجن فى نهاية عهد
الخليفة هارون الرشيد وأيضا فى عهد ابنه الأمين
وقالوا إن السبب هو إن وشى احدهم عند الخليفة
بان قال له يا أمير المؤمنين ماذا تقول فى رجل
يقول :
احمد المرتجى فى كل نائبة
قم سيدى نعص جبار السموات
وقيل إن السبب فى سجنه بيت الشعر الذى يقول
فيه:
ألا فاسقنى خمرا وقل لى هى الخمر
ولا تسقنى سرا إذا أمكن الجهر
وظل فى السجن بضعة اشهر ويخرج منه إلا بعد
وفاة هارون الرشيد وتولى ابنه الأمين فقد بعث
برسالة من خلف القضبان إلى الخليفة بها هذين
البيتين :
تــدارك جســــــد قـــد مات أو قــــد قيــل كـادا
قــل له إن قــــــال هل تاب نعــــــم تاب وزادا
ووردنا انه قد حج إلى بيت الله الحرام فى أخــــر
عمره ومما قاله شعرا عندئذ شعرا يعد من أروع
ما قال ::
إلهنا ما اعـــــــدلك مليك كل مــن مـلك
لبيك قـــــد لبيت لك لبيـك إن الحــمد لك
والملك لا شــريك لك والليل لما إن حــلك
مـا خـاب عـبـد املك أنت له حيـــث ســلك
وكان أبو نواس حكيما فيلسوفا برغم ما اشتهر به
من الظرف والإضحاك والمجون وأقرا إن شئت
شعره الذى ينبئ عن رجل خبر الدنيا ولخص لنا
وصفها فى بيت شعر واحد هو من عيون الحكمة
إلى الآن وفيه يقول :
لو امتحن الدنيا لبيب تكشفت
له عن عدو فى ثياب صديق
وها هو فى موضع آخر يصف أدعياء العلم بكل
شئ وصفا لا يصدر إلا عن حكيم فتراه يقول عنهم :
قل لمن يدعى فى العلوم فلسفة
حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
وحتى عندما مرضه الذى توفى فيه يصف لنا
مرضه وعلته هذا الوصف الذى ربما يعجز عن
وصفه الأطباء فيقول عنه :
دب فى الفناء سفلا وعلوا
وارنى أموت عضوا فعضوا
ودخل عليه الإمام الشافعى رضى الله عنه وهو فى
مرضه هذا وسأله يا أبا نواس ماذا أعددت لهذا
اليوم ؟ فأجابه أبو نواس وعينه ملاى بالدموع
من شدة البكاء شعرا يفيض أملا ورجاء فى الله
جاء فيه
تعاظمنى ذنبــى فلما قرنتــه
بعفوك ربى كان عفوك اعظما
ومن بديع شعر أبي نواس الزهدى ما قاله وقد تصور نفسه مسجي علي فراش الموت , تقلبه الأيدى , ثم هو يغسل ويحنط ويكفن , ثم يحمل علي سرير الموت , ثم يبعث يوم القيامة , وقد فرّط في حق الله أيّما تفريط . يقول النواسي نادما ومناجيا نفسه وهو من روائع الشعر السهل الممتنع :
يا ليت شعرى كيف أنت علي = ظهر السرير وأنت لا تدرى
يا ليت شعـــرى كيف أنت إذا = غُسّلت بالكــــــــافور والسدْر
يا ليت شعرى كيـــف أنت إذا = وٌضع الحسابٌ صبيحة الحشر
ما حجتــــي فيمـــا أتيت وما = قولي لربي بل ومـا عـــــذرى
يا سوأتـــي مما اكتسبت ويا = أسفي علي ما فات من عمرى
الرياشي قال: وجدت تحت الفراش الذي مات عليه أبو نواس رقعة مكتوب فيها هذه الأبيات
هو الشاعر العباسى الشهير ولعل سبب شهرته هو
ظرفه وذكاؤه وما قيل عن مجونه وحبه للخمر
وامتداحه للخلفاء
واسمه الحسن بن هانئ وقد ولد سنة 141 هجرية
فى عهد الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور ولد
بالأهواز ونزحت أسرته وهو ما زال صغيرا إلى
البصرة طلبا للرزق وتربى يتيما وقيل انه كان له
اخ واحد اسمه أبو معاز وقيل إنهم كانوا أكثر من
أخ وقيل أيضا انه تزوج من امرأة وطلقها فى ليلة
واحدة وقيل انه كانت له بنتان إحداهن اسمها برة
والاخرىاسمها لبابة وكل ما ذكر عنه اسريا هو من
قبيل الظن ولم تصلنا عنه فى هذا معلومات أكيدة
موثقة ولم يذكر هو لنا عن أسرته فى أشعاره شيئا
يمكن الاستناد إليه ,,
وكان جميل الطلعة ابيض البشرة نحيف الجسم
معتدل القامة فصيح اللسان حاضر البديهة سريع
النكتة وكان من جلساء الخليفة هارون الرشيد
وابنه الأمين من بعده تعرض للسجن فى نهاية عهد
الخليفة هارون الرشيد وأيضا فى عهد ابنه الأمين
وقالوا إن السبب هو إن وشى احدهم عند الخليفة
بان قال له يا أمير المؤمنين ماذا تقول فى رجل
يقول :
احمد المرتجى فى كل نائبة
قم سيدى نعص جبار السموات
وقيل إن السبب فى سجنه بيت الشعر الذى يقول
فيه:
ألا فاسقنى خمرا وقل لى هى الخمر
ولا تسقنى سرا إذا أمكن الجهر
وظل فى السجن بضعة اشهر ويخرج منه إلا بعد
وفاة هارون الرشيد وتولى ابنه الأمين فقد بعث
برسالة من خلف القضبان إلى الخليفة بها هذين
البيتين :
تــدارك جســــــد قـــد مات أو قــــد قيــل كـادا
قــل له إن قــــــال هل تاب نعــــــم تاب وزادا
ووردنا انه قد حج إلى بيت الله الحرام فى أخــــر
عمره ومما قاله شعرا عندئذ شعرا يعد من أروع
ما قال ::
إلهنا ما اعـــــــدلك مليك كل مــن مـلك
لبيك قـــــد لبيت لك لبيـك إن الحــمد لك
والملك لا شــريك لك والليل لما إن حــلك
مـا خـاب عـبـد املك أنت له حيـــث ســلك
وكان أبو نواس حكيما فيلسوفا برغم ما اشتهر به
من الظرف والإضحاك والمجون وأقرا إن شئت
شعره الذى ينبئ عن رجل خبر الدنيا ولخص لنا
وصفها فى بيت شعر واحد هو من عيون الحكمة
إلى الآن وفيه يقول :
لو امتحن الدنيا لبيب تكشفت
له عن عدو فى ثياب صديق
وها هو فى موضع آخر يصف أدعياء العلم بكل
شئ وصفا لا يصدر إلا عن حكيم فتراه يقول عنهم :
قل لمن يدعى فى العلوم فلسفة
حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
وحتى عندما مرضه الذى توفى فيه يصف لنا
مرضه وعلته هذا الوصف الذى ربما يعجز عن
وصفه الأطباء فيقول عنه :
دب فى الفناء سفلا وعلوا
وارنى أموت عضوا فعضوا
ودخل عليه الإمام الشافعى رضى الله عنه وهو فى
مرضه هذا وسأله يا أبا نواس ماذا أعددت لهذا
اليوم ؟ فأجابه أبو نواس وعينه ملاى بالدموع
من شدة البكاء شعرا يفيض أملا ورجاء فى الله
جاء فيه
تعاظمنى ذنبــى فلما قرنتــه
بعفوك ربى كان عفوك اعظما
ومن بديع شعر أبي نواس الزهدى ما قاله وقد تصور نفسه مسجي علي فراش الموت , تقلبه الأيدى , ثم هو يغسل ويحنط ويكفن , ثم يحمل علي سرير الموت , ثم يبعث يوم القيامة , وقد فرّط في حق الله أيّما تفريط . يقول النواسي نادما ومناجيا نفسه وهو من روائع الشعر السهل الممتنع :
يا ليت شعرى كيف أنت علي = ظهر السرير وأنت لا تدرى
يا ليت شعـــرى كيف أنت إذا = غُسّلت بالكــــــــافور والسدْر
يا ليت شعرى كيـــف أنت إذا = وٌضع الحسابٌ صبيحة الحشر
ما حجتــــي فيمـــا أتيت وما = قولي لربي بل ومـا عـــــذرى
يا سوأتـــي مما اكتسبت ويا = أسفي علي ما فات من عمرى
الرياشي قال: وجدت تحت الفراش الذي مات عليه أبو نواس رقعة مكتوب فيها هذه الأبيات
يـا رب إن عـظـمـت ذنـوبـي كـثـرة
فـلـقـد علـمـت بأن عـفـوك أعـظـم
إن كـان لا يـرجــوك إلا مـحــسـن
فـبـمن يـلـوذ ويـستـجـير الـمجـرم
ادعـوك رب كـما أمـرت تـضرعـاً
فــإذا رددت يــدي مـن ذا يـرحــم
مـالــي إلـيــك وسـيـلـة إلا الرجـا
وجـمـيل عـفـوك ثـم أنـي مـسـلـم
كانت هذه لمحة عن الشاعر أبو نواس وان أمره
حقا لمحير فالى اى الفريقين ننحاز أإلى من
وصفوه ماجنا أم إلى من وصفوه زاهدا ولكن أرى
ألا نحكم فى أمره فلسنا بقضاة ولم نحكم فيه فأمره
إلى مولاه جل فى علاه وقد لقى أبو نواس ربه سنة 198 هجرية
حقا لمحير فالى اى الفريقين ننحاز أإلى من
وصفوه ماجنا أم إلى من وصفوه زاهدا ولكن أرى
ألا نحكم فى أمره فلسنا بقضاة ولم نحكم فيه فأمره
إلى مولاه جل فى علاه وقد لقى أبو نواس ربه سنة 198 هجرية
[center]