علي بن العباس بن جريج أو جورجيس ، الرومي ، شاعر كبير ، من طبقة بشار والمتنبي ، رومي الأصل ، كان جده من موالي بني العباس .
ولد ونشأ ببغداد ، ومات فيها مسموماً قيل : دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله - وزير المعتضد - وكان ابن الرومي قد هجاه.
قال المرزباني : لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه ، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته.
وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي.
القصيدة :
ضحك الربيعُ إلى بكى الديم وغدا يسوى النبتَ بالقممِ
من بين أخضرَ لابسٍ كمماً خُضْراً، وأزهرَ غير ذي كُمَم
متلاحق الأطراف متسقٌ فكأنَّه قد طُمَّ بالجَلم
مُتَبلِّجِ الضَّحواتِ مُشرِقها متأرّجُ الأسحار والعتم
تجد الوحوشُ به كفايتَها والطيرُ فيه عتيدة ُ الطِّعَم
فظباؤه تضحى بمنتطَح وحمامُه تَضْحِي بمختصم
والروضُ في قِطَع الزبرجد والـ ياقوتُ تحت لآلىء ٍ تُؤم
طلٌّ يرقرقه على ورقٍ هاتيك أو خيلانُ غالية ٍ
وأرى البليغَ قُصورَ مُبْلغِه فغدا يهُزُّ أثائثَ الجُمم
والدولة ُ الزهراءُ والزمن الـ هارُ حسبُك شافَيْى قَرَم
إن الربيعَ لكالشَّباب وإنْ صيف يكسعه لكالهرم
أشقائقَ النُّعمانِ بين رُبَى نُعمانَ أنتِ محاسنُ النِّعم
غدتِ الشقائقُ وهْي واصفة آلاء ذى الجبروت والعظم
تَرَفٌ لأبصارٍ كُحلنَ بها ليُرين كيف عجائبُ الحكم
شُعَلٌ تزيدك في النهار سنًى وتُضيءُ في مُحْلَوْلك الظُّلمِ
أعجب بها شعلا على فحم لم تشتعل في ذلك الفحم
وكأنما لُمَعُ السوادِ إلى ما احمرَّ منها في ضُحَى الرَهَم
حَدَقُ العواشق وسِّطَتْ مُقَلاً نَهلت وعلّت من دموع دم
يا للشقائق إنها قِسَمٌ تُزهى بها الأبصارُ في القسم
ما كان يُهدى مثلَها تُحفاً إلا تطوّل بارئِ النسم
ولد ونشأ ببغداد ، ومات فيها مسموماً قيل : دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله - وزير المعتضد - وكان ابن الرومي قد هجاه.
قال المرزباني : لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه ، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته.
وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي.
القصيدة :
ضحك الربيعُ إلى بكى الديم وغدا يسوى النبتَ بالقممِ
من بين أخضرَ لابسٍ كمماً خُضْراً، وأزهرَ غير ذي كُمَم
متلاحق الأطراف متسقٌ فكأنَّه قد طُمَّ بالجَلم
مُتَبلِّجِ الضَّحواتِ مُشرِقها متأرّجُ الأسحار والعتم
تجد الوحوشُ به كفايتَها والطيرُ فيه عتيدة ُ الطِّعَم
فظباؤه تضحى بمنتطَح وحمامُه تَضْحِي بمختصم
والروضُ في قِطَع الزبرجد والـ ياقوتُ تحت لآلىء ٍ تُؤم
طلٌّ يرقرقه على ورقٍ هاتيك أو خيلانُ غالية ٍ
وأرى البليغَ قُصورَ مُبْلغِه فغدا يهُزُّ أثائثَ الجُمم
والدولة ُ الزهراءُ والزمن الـ هارُ حسبُك شافَيْى قَرَم
إن الربيعَ لكالشَّباب وإنْ صيف يكسعه لكالهرم
أشقائقَ النُّعمانِ بين رُبَى نُعمانَ أنتِ محاسنُ النِّعم
غدتِ الشقائقُ وهْي واصفة آلاء ذى الجبروت والعظم
تَرَفٌ لأبصارٍ كُحلنَ بها ليُرين كيف عجائبُ الحكم
شُعَلٌ تزيدك في النهار سنًى وتُضيءُ في مُحْلَوْلك الظُّلمِ
أعجب بها شعلا على فحم لم تشتعل في ذلك الفحم
وكأنما لُمَعُ السوادِ إلى ما احمرَّ منها في ضُحَى الرَهَم
حَدَقُ العواشق وسِّطَتْ مُقَلاً نَهلت وعلّت من دموع دم
يا للشقائق إنها قِسَمٌ تُزهى بها الأبصارُ في القسم
ما كان يُهدى مثلَها تُحفاً إلا تطوّل بارئِ النسم