الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد .
ففي كل عام مع ميلاد هلال ذي الحجة تهفو نفوس المسلمين إلى حج بيت الله الحرام ؛ لتنال هذا الأجر العظيم ، والنعيم المقيم ، ولكن أنىّ للمرء أن يحج كل عام !
لذلك فمن رحمة الله عز وجل على عباده أن جعل لهم موسم عشر ذي الحجة :
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف ص379 ( طبعة دار الفجر للتراث - القاهرة ): (لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام ، وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام ، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره ، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين ، فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته ) انتهى كلامه .
ومن بعض الأعمال الصالحة أعمال جعل الله ثوابها كثواب الحج والعمرة ، وقد وردت بهذا بعض الأحاديث المرفوعة والموقوفة والمقطوعة ، وإليكم طائفة منها :
1 - عزم النية على الحج متى تيسر ذلك :
* روى الترمذي رحمه الله وقال حسن صحيح وابن ماجة رحمه الله من حديث أبي كبشة الأنماري رضي لله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء )
وفي معنى الحديث أحاديث أخرى كثيرة .
2 - التطهر في البيت ثم الخروج إلى أدء صلاة مكتوبة له ثواب الحجة ، والخروج إلى صلاة الضحى له ثواب العمرة :
* روى أبو داود رحمه الله وسكت عنه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين )
والحديث فيه القاسم أبو عبد الرحمن وفيه مقال ، وقد حسَّن الحديثَ بعضُ أهل العلم .
- توضيحات حول الحديث
أ - قوله صلى الله عليه وسلم ( فأجره كأجر الحاج المحرم ) له ثلاثة تفسيرات :
1 - أي كامل أجره ، بأن يأخذ ثواب الحاج المحرم .
2 - أي كأجر الحاج المحرم من حيث أخذه ثوابا على كل خطوة يخطوها ، فالماشي إلى المسجد والحاج كلاهما لهما ثواب على كل خطوة يخطوهما ، وإن اختلف الثواب بينهما .
3 - أنه مثل الحاج المحرم من حيث أن له ثوابَ الصلاة من أول خروجه من بيته حتى عودته ، وإن لم يكن يصلي في كل الوقت ، كما أن للحاج ثوابَ الحج من أول خروجه إلى عودته ، وإن لم يكن في شعائر الحج طوال هذه الفترة . ( منقول من عون المعبود بتصرف )
ب - قوله ( تسبيح الضحى ) أي صلاة الضحى . ( المصدر السابق )
ج - قوله (ينصبه ) بفتح الياء أي يتعبه ، وبفتحها أي يقيمه . ( المصدر السابق )
د - ذهب بعض العلماء إلى استحباب صلاة الضحى في المسجد أخذا بهذا الحديث ، وعدوها من الاستثناءات في أفضلية صلاة التطوع في المنزل ، وذهب اّخرون إلى عدم ذكر المسجد في الحديث فتحصل الفضيلة بأدائها في أي مكان . ( المصدر السابق بتصرف )
و - قوله ( كتاب في عليين ) كناية عن رفع درجتها وقبولها .
3 - الخروج إلى المسجد لتعلم العلم أو تعليمه:
روى الطبراني رحمه الله في الكبير بإسناد لا بأس به - كما قال المنذري - من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته "
4 - صلاة الصبح في جماعة ثم الجلوس في المصلى لذكر الله إلى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين :
ما رواه الترمذي رحمه الله وقال حسن غريب من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تامة تامة تامة )
والحديث روي من طرق لا تخلو من مقال ، وحسنه بعض أهل العلم .
5 - صلاة العشاء والصبح في جماعة
قال عقبة بن عبد الغافر : ( صلاة العشاء في جماعة تعدل حجة ، وصلاة الغداة في جماعة تعدل عمرة ) ( لطائف المعارف ص351 الطبعة المشار إليها سابقا )
6 - شهود الجمعة والتبكير إليها
قال ابن رجب رحمه الله في اللطائف ص350 : (شهود الجمعة يعدل حجة تطوع ، قال سعيد بن المسيب : هو أحب إلي من حجة نافلة ، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم المبكر إليها كالمهدي هديا إلى بيت الله الحرام .
وفي حديث ضعيف : ( الجمعة حج المساكين ) ) انتهى كلام ابن رجب .
7 - الخروج إلى صلاة العيد
قال ابن رجب في اللطائق ص351 : ( قال بعض الصحابة : الخروج إلى العيد يوم الفطر يعدل عمرة ، ويوم الأضحى يعدل حجة )
8 - المشي في حاجة المسلمين
قال ابن رجب في اللطائف ص351 : ( قال الحسن : مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة )
9 - أداء الواجبات الشرعية واجتناب المحرمات
قال ابن رجب في اللطائف ص351 : ( أداء الواجبات كلها أفضل من التنفل بالحج والعمرة وغيرهما ، فإنه ما تقرب العباد إلى الله تعالى بأحب إليه من أداء م افترض عليهم )
وقال : ( كف الجوارح عن المحرمات أفضل من التطوع بالحج وغيره )
10 - الكف عن أكل الحرام
قال ابن رجب : ( قال بعض السلف : ترك دانق مما يكرهه الله أحب إلى من خمسمائة حجة )
الدانق : سدس الدرهم .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم .
ففي كل عام مع ميلاد هلال ذي الحجة تهفو نفوس المسلمين إلى حج بيت الله الحرام ؛ لتنال هذا الأجر العظيم ، والنعيم المقيم ، ولكن أنىّ للمرء أن يحج كل عام !
لذلك فمن رحمة الله عز وجل على عباده أن جعل لهم موسم عشر ذي الحجة :
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف ص379 ( طبعة دار الفجر للتراث - القاهرة ): (لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام ، وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام ، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره ، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين ، فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته ) انتهى كلامه .
ومن بعض الأعمال الصالحة أعمال جعل الله ثوابها كثواب الحج والعمرة ، وقد وردت بهذا بعض الأحاديث المرفوعة والموقوفة والمقطوعة ، وإليكم طائفة منها :
1 - عزم النية على الحج متى تيسر ذلك :
* روى الترمذي رحمه الله وقال حسن صحيح وابن ماجة رحمه الله من حديث أبي كبشة الأنماري رضي لله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء )
وفي معنى الحديث أحاديث أخرى كثيرة .
2 - التطهر في البيت ثم الخروج إلى أدء صلاة مكتوبة له ثواب الحجة ، والخروج إلى صلاة الضحى له ثواب العمرة :
* روى أبو داود رحمه الله وسكت عنه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين )
والحديث فيه القاسم أبو عبد الرحمن وفيه مقال ، وقد حسَّن الحديثَ بعضُ أهل العلم .
- توضيحات حول الحديث
أ - قوله صلى الله عليه وسلم ( فأجره كأجر الحاج المحرم ) له ثلاثة تفسيرات :
1 - أي كامل أجره ، بأن يأخذ ثواب الحاج المحرم .
2 - أي كأجر الحاج المحرم من حيث أخذه ثوابا على كل خطوة يخطوها ، فالماشي إلى المسجد والحاج كلاهما لهما ثواب على كل خطوة يخطوهما ، وإن اختلف الثواب بينهما .
3 - أنه مثل الحاج المحرم من حيث أن له ثوابَ الصلاة من أول خروجه من بيته حتى عودته ، وإن لم يكن يصلي في كل الوقت ، كما أن للحاج ثوابَ الحج من أول خروجه إلى عودته ، وإن لم يكن في شعائر الحج طوال هذه الفترة . ( منقول من عون المعبود بتصرف )
ب - قوله ( تسبيح الضحى ) أي صلاة الضحى . ( المصدر السابق )
ج - قوله (ينصبه ) بفتح الياء أي يتعبه ، وبفتحها أي يقيمه . ( المصدر السابق )
د - ذهب بعض العلماء إلى استحباب صلاة الضحى في المسجد أخذا بهذا الحديث ، وعدوها من الاستثناءات في أفضلية صلاة التطوع في المنزل ، وذهب اّخرون إلى عدم ذكر المسجد في الحديث فتحصل الفضيلة بأدائها في أي مكان . ( المصدر السابق بتصرف )
و - قوله ( كتاب في عليين ) كناية عن رفع درجتها وقبولها .
3 - الخروج إلى المسجد لتعلم العلم أو تعليمه:
روى الطبراني رحمه الله في الكبير بإسناد لا بأس به - كما قال المنذري - من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته "
4 - صلاة الصبح في جماعة ثم الجلوس في المصلى لذكر الله إلى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين :
ما رواه الترمذي رحمه الله وقال حسن غريب من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تامة تامة تامة )
والحديث روي من طرق لا تخلو من مقال ، وحسنه بعض أهل العلم .
5 - صلاة العشاء والصبح في جماعة
قال عقبة بن عبد الغافر : ( صلاة العشاء في جماعة تعدل حجة ، وصلاة الغداة في جماعة تعدل عمرة ) ( لطائف المعارف ص351 الطبعة المشار إليها سابقا )
6 - شهود الجمعة والتبكير إليها
قال ابن رجب رحمه الله في اللطائف ص350 : (شهود الجمعة يعدل حجة تطوع ، قال سعيد بن المسيب : هو أحب إلي من حجة نافلة ، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم المبكر إليها كالمهدي هديا إلى بيت الله الحرام .
وفي حديث ضعيف : ( الجمعة حج المساكين ) ) انتهى كلام ابن رجب .
7 - الخروج إلى صلاة العيد
قال ابن رجب في اللطائق ص351 : ( قال بعض الصحابة : الخروج إلى العيد يوم الفطر يعدل عمرة ، ويوم الأضحى يعدل حجة )
8 - المشي في حاجة المسلمين
قال ابن رجب في اللطائف ص351 : ( قال الحسن : مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة )
9 - أداء الواجبات الشرعية واجتناب المحرمات
قال ابن رجب في اللطائف ص351 : ( أداء الواجبات كلها أفضل من التنفل بالحج والعمرة وغيرهما ، فإنه ما تقرب العباد إلى الله تعالى بأحب إليه من أداء م افترض عليهم )
وقال : ( كف الجوارح عن المحرمات أفضل من التطوع بالحج وغيره )
10 - الكف عن أكل الحرام
قال ابن رجب : ( قال بعض السلف : ترك دانق مما يكرهه الله أحب إلى من خمسمائة حجة )
الدانق : سدس الدرهم .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم .