سامحك الله أيها الزوج العزيز فلست لك عاتبة وليست نفسي تجد لك لائمة أو تحفظ لك موجدة ولم أنزلك لحد الساعة عن عرشك من مملكة قلبي،غير أن ما بي من لوعة في هذا العذاب المقيم
وهذا الألم الممض وهذا الشوق الذي تكاد ريحه العاصف أن تستأصلني من على الأرض وتلقي بي في غياهب العدم ،وموجه الذي جاءني من كل مكان يتلاعب بي ما بين مد وجزر ،ما بين
رغبة في كسر جماح نفسي المستعلية التي أريد لها أن تعرج من أسفل درج الاستسلام والخنوع لك وطاعتك والسعي لمرضاتك إلى أعلى درج الكبرياء والتعنت والعناد والإعراض
والصدود عنك،فأسعى إلى زيارتك،وما بين تلك الرغبة في الوفاء لهذا القلب المحتظر الذي يعالج سكرات الموت في أويقاته الأخيرة،فأعتكف عنده وأقعد عن القدوم لك حتى أشيعه إلى مثواه
الأخير، كل هذه الأسباب دعتني لمراسلتك.
لقد علمت أيها الغالي بما توسوس لك به نفسك من أمر الترهب والتهيب والنفور ورفضك لزيارتي ،لست أدري لماذا واختلطت علي الأمور،ألأنك لا تحب أن ترى جبلك الشامخ وصرحك العظيم
وحصنك المنيع الذي شيدته لي من أول يوم زواجنا ينهار بنظرة تخشاها أن تكون نظرة سخط من عيني؟أم أنك لا تريدني أن أراك حبيسا خلف قضبان منكسرا ذليلا يغشاك الخزي والعار؟
أم تراك لا تطيق النظر إلى عيني اللتين كانتا بالأمس باسمتين وادعتين وتحسبهما اليوم قد استحالتا جمرتين متقدتين ترسلان شراراتهما فتأكلان منك الجلد وتنفذان عبر الضلوع إلى باطن
القلب فتضرمان فيه نار السعير ؟أتظن بي كل هذه الظنون ؟إن ظنك لا يغني من الحق شيئا ،فلست ممن تكفر العشير ،أبدا لن يستطيع هذا الجرح وإن بلغ ما بلغ من نزيف وإن عجزت كل
أيادي الأطباء والعشابين عن مداواته أن يمحو ذكريات ما غمرتني به من صور السعادة بألوان الورد والنرجس والسوسن والبنفسج ،هل يستطيع أن يغشي ليله الأسود ما بلوته في سبيلي
حتى تحقق لي ما المرأة تطمح إلى تحقيقه،لم أر منك طوال الخمس سنوات التي عشناها سويا تحت سقف واحد منك تفريطا أو تقصيرا،بل على النقيض غلوا منك رأيت وإجهادا لأجل إسعادي،
كنت لباسا لي وكنت لباسا لك،فأما لباسك فكان قويا متينا وربما لباسي كان شفافا أو لم يكن من الأتقان بقوة تصد عنك نوى وقر الشتاء،أترى ؟إنك لست وحدك المدان فأنا شريكتك في الخطيئة
أقول لك هذا عسى أن تجد فيه عزاء وسلوانا لك،فما كان مني تقصير في حقك بسبب العوارض التي عرضت لي من مرض وحمل وولادة فتربية وانصرافي عنك إلى شواغل البيت التي لا تنتهي
جعلك ترتاب في أمر عواطفي ،ولم أكن على علم بهذا الريب الذي يتردد في قلبك ،إلى أن وقعت فيما وقعت فيه طلبا لإشباع جوع الغريزة الفاغر فاه.
أعلم أنك ترفض النظر إلي لأنك تظنني ضحيتك ،أنت مخطئ عزيزي فكلانا ضحية ،أو تعرف من هو الجلاد ؟إنه ذاك الذي يطلقون عليه اسم تحرير المرأة والدعوة الملحة إلى الاختلاط
اللامشروع والخلوة بالأجنبية باسم لفظ الصداقة المزخرف ،لا أدري لماذا أرادوا أن يفسدوا علينا حياتنا فأخرجوا العذراء من خدرها ونزعوا عنها الحجاب وأخرجوها سافرة تجوب الشوارع
وتمشي في الأسواق تستعرض زينتها ،فتفسد قلوب الرجال وتهدم البيوت وتشرد الزوجة والأبناء،أتخالهم اعطوها حقها ؟طبعا لا ،أعطوها حقها فقط من الشيطنة والمكر والخداع حتى سارت
على ألسنة كل الرجال ،فما إن تتحدث لأحدهم عنها حتى يقول، وحق له أن يقول إن كيدهن عظيم ،أو يدعي أن معها تسعا وتسعين شيطانا ومنهم من يشطط ويقول أنها الشيطان عينه،ثم يلوكون
بألسنتهم في كل مرة أنها ناقصة عقل ودين مؤولين الحديث إلى غير معناه الذي أريد له.
عزيزي إني وقعت في شراك هذا القانون إذ سمحت لتلك التي لا أدري أيخلق بي وبها أن أسميها بعد ذلك اليوم المشؤوم صديقتي ،كنت اتخذتها خذنا وخليلة أطلعها على أسرار البيت قدها وجلها
وأسلمتها مفاتيحه تدخله متى شاءت دون استئذان في غيبتي أو حضوري وهي على ما هي عليه من التبرج الذي لا يمت للأخلاق بصلة ،وكنت أسعد إذ أراكما منسجمين وأنك لا تتبرم
من زيارتها،لأن أعيني كانت في غشاوة ولم أعلم من أمركما إلا في ذلك اليوم الذي أنفقت فيه ساعات طوال في التسوق ،ولما رجعت وجدت الشرطة في بيتي أحضرهما ذاك المدعى زوجها إن
كان كذلك ،ورموا بكما في السجن بتهمة الخيانة الزوجية التي كان بيتي مسرحا لها من غير أن أعلم، والتي كنت أنا الممهدة لسبلها من دون أن أعي.
عزيزي لقد حزنت وفي الوقت نفسه أكبرتك نفسي لما رفضت تنازلي لك عن كل حق وطلبي من المحكمة الإفراج عنك ،لأنك تريد أن تستوفي عقوبتك وأن تطهر نفسك من هذا الإثم ،فتكون لك
توبة نصوحا وأن تعود إلى أهلك طاهرا كما كنت .
لست عليك غاضبة ولعل دمعي المسفوح على هذه الورقة يقول لك إن قلبي لم ولن يصفو إلا لك
وهذا الألم الممض وهذا الشوق الذي تكاد ريحه العاصف أن تستأصلني من على الأرض وتلقي بي في غياهب العدم ،وموجه الذي جاءني من كل مكان يتلاعب بي ما بين مد وجزر ،ما بين
رغبة في كسر جماح نفسي المستعلية التي أريد لها أن تعرج من أسفل درج الاستسلام والخنوع لك وطاعتك والسعي لمرضاتك إلى أعلى درج الكبرياء والتعنت والعناد والإعراض
والصدود عنك،فأسعى إلى زيارتك،وما بين تلك الرغبة في الوفاء لهذا القلب المحتظر الذي يعالج سكرات الموت في أويقاته الأخيرة،فأعتكف عنده وأقعد عن القدوم لك حتى أشيعه إلى مثواه
الأخير، كل هذه الأسباب دعتني لمراسلتك.
لقد علمت أيها الغالي بما توسوس لك به نفسك من أمر الترهب والتهيب والنفور ورفضك لزيارتي ،لست أدري لماذا واختلطت علي الأمور،ألأنك لا تحب أن ترى جبلك الشامخ وصرحك العظيم
وحصنك المنيع الذي شيدته لي من أول يوم زواجنا ينهار بنظرة تخشاها أن تكون نظرة سخط من عيني؟أم أنك لا تريدني أن أراك حبيسا خلف قضبان منكسرا ذليلا يغشاك الخزي والعار؟
أم تراك لا تطيق النظر إلى عيني اللتين كانتا بالأمس باسمتين وادعتين وتحسبهما اليوم قد استحالتا جمرتين متقدتين ترسلان شراراتهما فتأكلان منك الجلد وتنفذان عبر الضلوع إلى باطن
القلب فتضرمان فيه نار السعير ؟أتظن بي كل هذه الظنون ؟إن ظنك لا يغني من الحق شيئا ،فلست ممن تكفر العشير ،أبدا لن يستطيع هذا الجرح وإن بلغ ما بلغ من نزيف وإن عجزت كل
أيادي الأطباء والعشابين عن مداواته أن يمحو ذكريات ما غمرتني به من صور السعادة بألوان الورد والنرجس والسوسن والبنفسج ،هل يستطيع أن يغشي ليله الأسود ما بلوته في سبيلي
حتى تحقق لي ما المرأة تطمح إلى تحقيقه،لم أر منك طوال الخمس سنوات التي عشناها سويا تحت سقف واحد منك تفريطا أو تقصيرا،بل على النقيض غلوا منك رأيت وإجهادا لأجل إسعادي،
كنت لباسا لي وكنت لباسا لك،فأما لباسك فكان قويا متينا وربما لباسي كان شفافا أو لم يكن من الأتقان بقوة تصد عنك نوى وقر الشتاء،أترى ؟إنك لست وحدك المدان فأنا شريكتك في الخطيئة
أقول لك هذا عسى أن تجد فيه عزاء وسلوانا لك،فما كان مني تقصير في حقك بسبب العوارض التي عرضت لي من مرض وحمل وولادة فتربية وانصرافي عنك إلى شواغل البيت التي لا تنتهي
جعلك ترتاب في أمر عواطفي ،ولم أكن على علم بهذا الريب الذي يتردد في قلبك ،إلى أن وقعت فيما وقعت فيه طلبا لإشباع جوع الغريزة الفاغر فاه.
أعلم أنك ترفض النظر إلي لأنك تظنني ضحيتك ،أنت مخطئ عزيزي فكلانا ضحية ،أو تعرف من هو الجلاد ؟إنه ذاك الذي يطلقون عليه اسم تحرير المرأة والدعوة الملحة إلى الاختلاط
اللامشروع والخلوة بالأجنبية باسم لفظ الصداقة المزخرف ،لا أدري لماذا أرادوا أن يفسدوا علينا حياتنا فأخرجوا العذراء من خدرها ونزعوا عنها الحجاب وأخرجوها سافرة تجوب الشوارع
وتمشي في الأسواق تستعرض زينتها ،فتفسد قلوب الرجال وتهدم البيوت وتشرد الزوجة والأبناء،أتخالهم اعطوها حقها ؟طبعا لا ،أعطوها حقها فقط من الشيطنة والمكر والخداع حتى سارت
على ألسنة كل الرجال ،فما إن تتحدث لأحدهم عنها حتى يقول، وحق له أن يقول إن كيدهن عظيم ،أو يدعي أن معها تسعا وتسعين شيطانا ومنهم من يشطط ويقول أنها الشيطان عينه،ثم يلوكون
بألسنتهم في كل مرة أنها ناقصة عقل ودين مؤولين الحديث إلى غير معناه الذي أريد له.
عزيزي إني وقعت في شراك هذا القانون إذ سمحت لتلك التي لا أدري أيخلق بي وبها أن أسميها بعد ذلك اليوم المشؤوم صديقتي ،كنت اتخذتها خذنا وخليلة أطلعها على أسرار البيت قدها وجلها
وأسلمتها مفاتيحه تدخله متى شاءت دون استئذان في غيبتي أو حضوري وهي على ما هي عليه من التبرج الذي لا يمت للأخلاق بصلة ،وكنت أسعد إذ أراكما منسجمين وأنك لا تتبرم
من زيارتها،لأن أعيني كانت في غشاوة ولم أعلم من أمركما إلا في ذلك اليوم الذي أنفقت فيه ساعات طوال في التسوق ،ولما رجعت وجدت الشرطة في بيتي أحضرهما ذاك المدعى زوجها إن
كان كذلك ،ورموا بكما في السجن بتهمة الخيانة الزوجية التي كان بيتي مسرحا لها من غير أن أعلم، والتي كنت أنا الممهدة لسبلها من دون أن أعي.
عزيزي لقد حزنت وفي الوقت نفسه أكبرتك نفسي لما رفضت تنازلي لك عن كل حق وطلبي من المحكمة الإفراج عنك ،لأنك تريد أن تستوفي عقوبتك وأن تطهر نفسك من هذا الإثم ،فتكون لك
توبة نصوحا وأن تعود إلى أهلك طاهرا كما كنت .
لست عليك غاضبة ولعل دمعي المسفوح على هذه الورقة يقول لك إن قلبي لم ولن يصفو إلا لك