الإنتاج والدخل والإنفاق
الإنتاج
يرتكز الاقتصاد على الإنتاج الذي يهدف أساسا إلى تلبية حاجيات الأفراد والمجتمع ورغباته الفعلية والكامنة. فالإنتاج يمثل مصدر الثروات والمداخيل التي تنفق فيما بعد في اقتناء السلع والخدمات.
1 - التعريف
الإنتاج هو العملية التي تفضي إلى خلق أو تغيير حالة منتوج ما بواسطة النشاط البشري أو عن طريق استخدام آلات و معدات.
2 - القيس
تقاس السلع بوحدات قيسية مختلفة حسب طبيعتها(صلبة, سائلة, غازية) وكميتها. فمنها ما يقاس بالوحدات كالسيارات وبالأطنان كالحبوب أو الحديد وبالبرميل كالنفط وبالمتر الطولي كالطرقات المعبدة والمتر المربع للأقمشة والمتر المكعب بالنسبة للأخشاب أو الهكتولتر للزيت ... ونظرا لتعدد الوحدات القيسية فإنه يصعب جمعها ومقارنتها ببعضها البعض حجما وقيمة.
أ - القيمة النقدية
من هنا تشكل القيمة النقدية للسلع المرجعية الأساسية والبسيطة التي تمكننا من الجمع والمقارنة والمفاضلة والتبادل. فهي تعكس القيمة التبادلية ( Valeur d’échange ) لمختلف السلع وتمثل الوحدة القياسية.
وتكمن المشكلة في أن القيمة النقدية لا تعكس دائما التطور الفعلي للإنتاج. فالإنتاج المادي يمكن أن يكون ثابتا في الحجم أو في النوعية لكن قيمته ترتفع أو تنخفض نتيجة عدة عوامل منها التضخم المالي وارتفاع الأسعار أو التكاليف أو الخفض من قيمة العملة كما وقع في تونس سنة 1986. ونجد هنا مسألة الأسعار القارة أو الجارية كما تطرح مسألة وجاهة المؤشر المستعمل لتحديد الإنتاج.
ب – القيمة المضافة
القيمة المضافة هي القيمة التي أضيفت للسلعة خلال العملية الإنتاجية وتساوي قيمة السلع المنتجة تطرح منها قيمة السلع المستهلكة خلال فترة معينة.
القيمة المضافة = السلع المنتجة – السلع المستهلكة
مثال :
مؤسسة صناعية في النسيج قامت باقتناء كمية من الصوف لغزلها ونسجها وصبغها وخياطتها حسب البيانات التالية
الكمية طن
السعر للوحدة د\طن
قيمة الإنتاج
قيمة الاستهلاك
القيمة المضافة
الصوف
220
5
-
1100
الغزل
200
10
2000
1100
900
النسج
200
12
2400
2000
400
الصباغة
150
24
3600
2400
1200
2500
الإنتاج الإجمالي للمراحل الثلاثة يصل إلى 3600 د لكننا نجد قيمة 1100 د تمثل المادة الخامة أو ألأولية وهي خارجة وسابقة للعملية الإنتاجية حيث نجد القيمة المضافة لا تتجاوز 2500 د وهي القيمة التي أضيفت إلى القيمة الأصلية للسلعة التي تم اقتناؤها (الصوف) عبر عملية الغزل والنسج والصباغة لتصل القيمة النهائية للسلعة 3600 د.
ج – الإنتاج النهائي
الإنتاج النهائي ( Production finale ) هو مجموع القيم المضافة المتحصل عليها خلال العملية الإنتاجية. فهو يعكس المجهود الإنتاجي لفترة محددة.
الإنتاج النهائي = إجمالي القيم المضافة
إ ن = مج ق م
ففي المثال السابق نحصل على قيمة 2500 د للإنتاج النهائي للمصنع : 900 + 400 + 1200 = 2500 د. وبنفس الصيغة التجميعية نحصل على إنتاج قطاع أو منطقة أو قطر محدد.
3 – الاستثمار وتطوير الإنتاج
لتطوير الإنتاج لا بد من تخصيص جزء من الثروات المنتجة دون استهلاكها بصفة نهائية حيث تقوم المؤسسة باستهلاك إنتاجي أو بيني ( Consommation productive ou intermédiaire ) يساهم في الإنتاج خلال نفس الفترة كما تخصص المؤسسة جزءا بهدف تنمية رأس المال وهو ما يعبر عنه بالاستثمار.
يتمثل الاستثمار( Investissement ) في تخصيص جزء من الدخل والثروات لتنمية وتطوير الإنتاج والإنتاجية. ويتلخص في الإبقاء على سلع تم إنتاجها في فترة معينة لتوظيفها في الإنتاج خلال فترات لاحقة. فاقتناء آلات وتجهيزات لا يمثل استهلاكا إنتاجيا أو بينيا لأن مدة حياتها تتجاوز فترة الإنتاج وبالتالي تشكل استثمارا أما اقتناء المواد الأولية مثلا المعدة للإنتاج فيمثل استهلاكا إنتاجيا. فالاستثمار يتمثل في العملية التي تنمي الإنتاج ووسائل الإنتاج.
الإنتاج النهائي = الاستهلاك النهائي + الاستهلاك الإنتاجي (البيني) + الاستثمار
4 – الإنتاج والناتج
الناتج يضم الإنتاج المادي بالإضافة إلى الخدمات المنزلية والإدارية.
الناتج = الإنتاج + الخدمات الإدارية والمنزلية
5 – الأعوان والعمليات الإنتاجية
أ – الأعوان الاقتصاديون
هناك أربعة أعوان ( Agents ) وهي أطراف فاعلة بإمكانها اتخاذ قرارات من شأنها أن تغير التبادل وسلوك الأطراف الأخرى وهي المؤسسات والأسر والإدارة والخارج.
- الأسر: تتكون من السكان كأفراد أو مجموعات وظيفتها الأساسية هي الاستهلاك.
- المؤسسات: مهمتها الأساسية تكمن في الإنتاج.
- الإدارة: تضم كل الأجهزة التي تهدف إلى إدارة وتسيير والتصرف في الشؤون العامة والخاصة دون الربح: الجيش, الوزارات والدواوين, الجماعات الترابية, السفارات والجمعيات...
- الخارج: يتكون من الوطنيين والأجانب الذين يتدخلون في الإنتاج: المهاجرون , البنوك , الدول, التصدير والتوريد والسياحة...
ب - العمليات الإنتاجية
تختلف البلدان في كيفية احتساب الإنتاج واعتبار بعض الأنشطة منتجة أم لا حيث يمكن تقسيم البلدان إلى ثلاثة أصناف:
- البلدان الأنقلو سكسونية تعتبر أن الخدمات هي عمليات منتجة.
- البلدان الاشتراكية تعتبر أن الخدمات هي عمليات غير منتجة وبالتالي يقع طرحها وعدم احتسابها في الإنتاج.
- الحالة البينية مثل تونس وفرنسا حيث يتم استثناء الخدمات المنزلية كإحضار المأكولات والغسيل...
أما بالنسبة للخدمات الإدارية فإنه يقع اعتماد الأجور كمقياس للعملية الإنتاجية الإدارية حيث تعتبر الأجور .
الناتج = الإنتاج النهائي + الخدمات (الإدارية + المنزلية)
6 - الإنتاج حسب أسعار السوق والتكلفة
تتدخل الدولة في العملية الإنتاحية من خلال الإعانات والضرائب غير المباشرة التي تمنحها أو تسلكها على بعض السلع ومن هنا وجب اخذها بعين الاعتبار في تقييم الإنتاج وتحديد الأسعار.
- فالإعانات (ع) تمنحها الإدارة لتشجيع بعض القطاعات والأنشطة والمؤسسات أو لمساعدتها على التنافسية واقتحام الأسواق الخارجية مثلا أو للاضطلاع بخدمة عمومية مثل النقل الحضري للتلاميذ والطلبة والجنود وأعوان الدولة.
أما الضرائب غير المباشرة (ض غ م) فهي ضرائب يخضع إليها الاستهلاك دون الدخل كالضرائب المسلطة على التبغ والكحول.
الإنتاج حسب أسعار السوق = الإنتاج حسب تكلفة العناصر – الضرائب غير المباشرة + الإعانات
ج (أس) = ج (ت ع) + ع - ضغم
P (c f) = P ( p m) – I. I + S
مثال
قيمة الإنتاج حسب كلفة العناصر : 60 ألف د
الإعانات : 10
الضرائب غير المباشرة : 15 ألف د
قيمة الإنتاج حسب أسعار السوق : 60 + 15 – 10 = 65 ألف د
7 - الإنتاج الإجمالي والصافي
رأس المال هو مجموع السلع (المادية واللامادية) التي يمكن استخدامها من تطوير إنتاجية العمل والإنتاج: مواد أولية, آلات, تجهيزات, سندات, رقع,... فرأس المال هو الثروة التي تستخدم في العملية الإنتاجية.
هناك عدة أصناف من رأس المال حيث نجد رأس المال المالي والنقدي والتقني الذي يتمثل في تطوير إنتاجية العمل من خلال أساليب إنتاجية جديدة ومجددة. كما يمكن تصنيف رأس المال إلى رأس مال ثابت أو قار ( Fixe ) الذي يؤمن عدة حلقات إنتاجية ورأس مال متحرك ( Circulant ) الذي يعادل الاستهلاك الإنتاجي أو البيني.
معامل رأس المال = رأس المال / قيمة الإنتاج
Coefficient du Capital = Capital utilisé/Valeur de la production
ويتكون رأس المال من خلال الاستثمار المتواصل في الزمان والمكان والذي يؤدي إلى عملية تراكمية تنمي رأس المال الأصلي. ويسمى الاستثمار كذلك تكوين رأس المال الثابت الخام ( Formation brute de capital fixe ) .
فالثروات المكونة لرأس المال مؤهلة للترهل والتهرم بحكم الاستعمال المتواصل من ذلك تهرم اليد العاملة وتداعي البناءات وتعطب الآلات مما يستوجب القيام بالصيانة والتعهد للمعدات بصفة مستمرة وتعويض ما تعطب منها لكي يحافظ رأس المال وعناصر الإنتاج عموما على وضعها الأول وهو ما يسمى بنسبة استعمال رأس المال ( Amortissement ) التي تمثل القسط المعد لتعويض سلعة أو وسيلة إنتاج لتلافي الاستعمال ( l’usure ).
فاستعمال رأس المال هو الإنفاق الذي يهدف إلى صيانة رأس المال (آلات, تجهيزات, مباني...) وجعله في حالة إنتاج دائمة بما يتطلب ذلك من صيانة وتعهد وتجديد كلي أو جزئي. فالمعدات والتجهيزات لها فترة حياة لا تتجاوزها تتراوح بين بعض الأشهر وعشرات السنين مما يستوجب من المنتج برمجة عملية التعويض على مدى كامل الفترة تبعا لنسق ونموذج يختلفان حسب طبيعة المعدات ونسق استعمالها.
فالاستثمار الخام يشمل إذن النسبة المخصصة لتعويض رأس المال والتي لا تساهم بصفة مباشرة في الإنتاج. أما الاستثمار الصافي فهو الاستثمار المتبقي بعد طرح نسبة استعمال رأس المال والذي يساهم مباشرة في تطوير الإنتاج باقتناء معدات جديدة ويسمى كذلك تكوين رأس المال الثابت الصافي ( Formation nette de capital fixe ):
الاستثمار الصافي = الاستثمار الإجمالي – استعمال رأس المال
Investissement Net = Investissement Brut - Amortissement
F N C F = F B C F - A
فالإنتاج الصافي يشمل الاستهلاك النهائي وتكوين رأس المال الثابت الصافي:
الإنتاج الصافي = الاستهلاك الصافي + تكوين رأس المال الثابت الصافي
Production Nette = Consommation Finale + FNCF
8 – الإنتاج حسب الأسعار الجارية والقارة
تختلف القيمة النقدية للإنتاج حسب طريقة احتساب الأسعار المعتمدة التي لا تستقر على حال ولا بد من أن نأخذ بعين الاعتبار تطور الأسعار. فإذا اعتمدنا الأسعار الجاري بها العمل لكل سنة نحصل على الإنتاج بالأسعار الجارية: إنتاج (س ج) . إما إذا أخذنا سنة مرجعية تحدد بالنسبة إليها الأسعار الأخرى فإننا نحصل على الإنتاج بالأسعار القارة: إنتاج (س ق) .
فإذا كان س0 : السعر الأساسي للفترة 0
س ن: السعر النهائي للفترة ن
فإن مؤشر الأسعار يساوي م س = س ن \ س0
وبالتالي فإن الإنتاج بالأسعار القارة أو الثابتة يساوي الإنتاج بالأسعار الجارية مقسوم على مؤشر الأسعار:
الإنتاج (س ق) = الإنتاج (س ج) \ (س ن \ س0)
مثال
الجدول التالي يلخص تطور كمية الإنتاج والأسعار الجارية بين 1998 و 2005
الفترة
السعر د\كلغ
الكمية
قيمة الإنتاج
نسبة تطور الكمية
نسبة تطور القيمة
1998
5
200
1000
200
150
2005
10
150
1500
نلاحظ أن كمية الإنتاج تطورت بنسبة 200 بالمائة في حين إن القيمة المالية لم تتطور إلا ب 150 بالمائة وذلك لأن الأسعار تطورت من 5 إلى 10 دنانير للكيلوغرام. فمؤشر الأسعار هو 2 ربما لارتفاع التكلفة أو نتيجة التضخم المالي .
أما القيمة الفعلية للإنتاج بالأسعار القارة لسنة 1998 فيمكن الحصول عليها باستعمال القاعدة السابقة: 1500\2 = 750 د.
ففي الواقع تشهد سنة 2005 تراجعا للإنتاج إلى حدود 750 د مقارنة بسنة 1998 التي وصل فيها الإنتاج إلى 1000 د وبالتالي نسجل انخفاضا بنسبة 25 بالمائة.
9 – تكلفة الإنتاج
للإنتاج تكلفة تمثل الحد الأدنى لسعر تداول السلع لا يمكن النزول تحته. هذه التكلفة تمثل قيمة عناصر الإنتاج التي ساهمت في العملية وهي تشكل قيمة الإنتاج حسب تكلفة العناصر.
تنقسم التكلفة الجملية للإنتاج إلى جزئين من التكلفة: التكلفة الثابتة والتكلفة المتغيرة
- التكلفة الثابتة أو القارة: وهي التكلفة التي لا تتغير من جراء الرفع في كمية الإنتاج فهي ثابتة نسبيا مهما كان حجم الإنتاج. وتضم التكلفة القارة مثلا الإنارة، الحراسة، القيمة الكرائية للأرض...
- التكلفة المتغيرة: وهي التكلفة التي ترتبط مباشرة بحجم الإنتاج كالأجور أو المساهمة في الصناديق الاجتماعية أو التأمين أو الموارد المستخدمة في الإنتاج أو الطاقة الموظفة للإنتاج...
ويحتسب متوسط التكلفة عامة بقسمة الكلفة الإجمالية أو الثابتة أو المتغيرة على الكمية المنتجة سواء كان ذلك بالنسبة للتكلفة الكلية أو المتوسطة أو الحدية : معدل التكلفة = التكلفة الإجمالية/الكمية
- قانون تراجع الكلفة
كلما زاد حجم العناصر المستخدمة في الإنتاج فإن كلفة الإنتاج الأحادية (كلفة الوحدة) تنخفض بصفة تدريجية وذلك نتيجة استقرار الكلفة الثابتة للإنتاج. ومن هذا المنطلق فإن كلما كان حجم المصنع أو المستغلة هاما كلما انخفضت تكلفة إنتاجه ومن هنا نتحدث عن مقتصدات الحجم ( Economies d’échelle ) وهي كل ما يجنيه المنتج من أرباح الناتجة عن حجم المصنع.
التكلفة التكلفة
تغير الكلفة حسب الكمية ك متوسط الكلفة حسب الحجم ك
ولكن متوسط التكلفة لا يتراجع إلى ما لا نهاية حيث نلاحظ أن بعض التكاليف ترتفع عندما يتجاوز المصنع حجما معينا حيث تأخذ التكلفة الأحادية في الارتفاع من جديد بعد أن كانت في مرحلة أولى آخذة في التراجع. من بين هذه التكاليف نجد مثلا صعوبة التسيير ومشاكل التصرف في الموارد البشرية و إشكاليات التسويق وصعوبة التكيف مع معطيات وتقلبات السوق...
ونلاحظ أن متوسط التكلفة وكذلك التكلفة الحدية تنخفضان في البداية لتصل إلى حدهما الأدنى لتأخذان في الارتفاع من جديد. فالكلفة الحدية هي كلفة الوحدة الإضافية الأخيرة المنتجة وهي التي تعكس مدى ارباحية عملية الإنتاج وجدوى مواصلته. فإذا كانت التكلفة الحدية دون التي سبقتها فمعنى ذلك أنه هناك فائدة في مواصلة إنتاج هذه الوحدة لأنها مربحة أكثر من الوحدة التي سبقتها وإذا كانت التكلفة الحدية قد ارتفعت فذلك دليل على أنه لا فائدة في مواصلة الإنتاج ويستحسن التوقف عند ذلك الحجم أو الكمية.
التكلفة
متوسط التكلفة
التكلفة الحدية
ك
الحجم الأمثل
- قانون تراجع المردود
وبارتفاع التكلفة الأحادية للإنتاج ينخفض مردود كل وحدة إضافية حسب قانون تراجع المردود الذي يذهب في عكس اتجاه قانون الكلفة النسبية المتزايدة.
الإنتاج
الكمية
10 – عناصر الإنتاج
لتأمين عملية الإنتاج لا بد من توفر عناصر محددة في المكان والزمان وهي العمل ورأس المال والأرض والتنظيم.
- العمل (ع) : ويمثل اليد العاملة أو الموارد البشرية والذي لا يقوم الإنتاج إلا به.
- رأس المال (م): ويمثل الثروة التي توظف في عملية الإنتاج بما في ذلك الموارد الاقتصادية والمعدات والسلع التي تستخدم في الإنتاج.
- الأرض (ر): وتتمثل في الأرض كعنصر يساهم في الإنتاج فعلا لما تضمه من موارد اقتصادية وطبيعية ذاتية بالنسبة إلى بعض الأنشطة كالفلاحة (التربة), الغابات (التربة والنبات), الصيد أو الاستخراج المنجمي (الفحم, الحديد...).
- التنظيم (ظ): يتمثل في التصور والخلق والإبداع والتنظيم والتصرف. وتقوم بالتنظيم فئة معينة من الأفراد لها من التكوين والكفاءة ما يؤهلها للقيام بهذه المهمة مثل المهندس والتقني والإطار وصاحب المؤسسة. وحتى فترة قريبة كانت هذه المهمة محدودة جدا بحيث لم يكن بالإمكان فصلها عن العمل ككل ولكن تطور التقنيات منذ عقود محدودة أعطر لهذا العنصر مكانة بالغة الأهمية مما حدا بالعديد من علماء الاقتصاد إلى فصله عن العمل واعتباره عنصرا إنتاجيا مستقلا وقائما بذاته.
كل هذه العناصر لا بد من توفرها وتوظيفها بطريقة ناجعة لتفعيل عملية الإنتاج وعلم الاقتصاد يبحث في الصيغة المثلى التي تتلاءم مع معطيات كل منطقة وقطر والاختيارات المرسومة. ووظيفة دالة الإنتاج هي الربط بين العناصر الإنتاجية بأنجع السبل.
ومقابل المساهمة في الإنتاج يحصل كل عنصر من العناصر الإنتاجية على مقابل يمثل الدخل وهو موضوع الفصل الموالي.
11 – الإنتاجية
متوسط الإنتاجية = كمية الإنتاج / كمية العنصر الإنتاجي المستعمل
الإنتاجية الحدية = تغير الإنتاج / تغير كمية العنصر
12 – الربح = رقم المعاملات - الإنفاق
Profit = Chiffre d’Affaires – Charges
الفرع ( Branche ): مجموعة المؤسسات التي تنتج سلع ا من نفس الطبيعة والنوعية أو التركيبة.
الشبكة ( Filière ) : سلسلة متواصلة من الأنشطة المتكاملة مرتبطة ببعضها ومتكونة من شريحة متواصلة من الإنتاج تتراوح من الاستخراج إلى التوزيع
.
المداخيل
يشكل الدخل العنصر المقابل للإنتاج حيث أن الدخل ما هو في النهاية إلا الأجر الذي يتقاضاه كل عنصر إنتاج مقابل مساهمته في العملية الإنتاجية.
1 – الدخل كأجر لعناصر الإنتاج
كل إنتاج يخلق مداخيلا وفي المقابل فإن كل عنصر إنتاجي يحصل على دخل يوازي مساهمته في العملية الإنتاجية. فالإنتاج حسب تكلفة العناصر يقع اقتسامه بين مختلف العناصر الإنتاجية.
- العمل: يتمثل دخل العمل في صيغتين: المقابل المباشر وهو ا لأجر والمقابل غير المباشر وهو النفقات الاجتماعية في شكل تأمين والأجر الوحيد والامتيازات العينية...
- رأس المال : يتلقى صاحب رأس المال مقابل مساهمته في الإنتاج والمخاطرة دخلا يسمى الربح. أما المقرض لرأس المال من بنوك ومؤسسات الإقراض فيتلقى الفائدة لتشجيع الادخار وتكوين رأس المال الثابت أو الاستثمار وإثناء المستهلك على استهلاك كامل الدخل. كما أن الفائدة تهدف إلى تحفيز المؤسسة على عدم اللجوء إلى الاقتراض إلا عند الحاجة والعمل على برمجة التجديد والمحافظة على رأس المال.
- الأرض : تتلقى الأرض دخلا مقابل دورها في الإنتاج, هذا الدخل هو الريع.
2 – الدخل الإجمالي والدخل الصافي
الدخل الخام هو الدخل الإجمالي والذي يقابل الإنتاج النهائي, أما الدخل الصافي فيستثني نسبة استعمال رأس المال:
الدخل الصافي = الدخل الخام – استهلاك رأس المال
الإنفاق
يمثل الإنفاق الهدف النهائي لمختلف الأطراف الاقتصادية لتلبية الحاجات الاجتماعية من استهلاك وادخار واستثمار.
ويمكن توظيف الدخل في ثلاثة اإتجاهات : الاستهلاك والادخار والاستثمار.
1 – الادخار:
الادخار هو رفض الاستهلاك الآني والحاضر وتفضيل الاستهلاك في المستقبل لأسباب أمنية أو بهدف الاستثمار. ويتخذ الادخار عدة أشكال كالتخزين وهو المحافظة على الثروة النقدية من أوراق وصكوك...و القرض و الاستثمار واقتناء سلع يمكن بيعها في أية لحظة كالأراضي والجواهر والذهب والعقارات…
الاستهلاك هو استعمال السلع بصفة كلية (بالنسبة للسلع غير الدائمة) أو جزئية (بالنسبة للسلع الدائمة) لتلبية الحاجات. فالسلع غير الدائمة والخدمات يتم استهلاكها مرة واحدة عند أول استعمال خلافا للسلع المعمرة والتي يقع استهلاكها بصفة تدريجية كالمنزل أو السيارة…
يضم الاستهلاك النهائي 3 أشكال من الاستهلاك : الاستهلاك التجاري والاستهلاك الذاتي والاستهلاك غير التجاري.
لاستهلاك النهائي = الاستهلاك التجاري + الاستهلاك الذاتي + الاستهلاك غير التجاري
كما يشمل الاستهلاك كل من الاستهلاك النهائي والاستهلاك الانتاجي.
يحتوي الاستثمار على التجهيزات وكذلك ارتفاع المخزون ( D S ) كلما زاد عن الفترة.
النزهة المتوسطة والنزعة الحدية
متوسط النزعة للاستهلاك = الاستهلاك / الدخل
Propension moyenne de consommation = C/R
النزعة الحدية للاستهلاك = تغير الاستهلاك / تغير الدخل = D س \ D د
Propension marginale de consommation = D C / D R
متوسط النزعة للادخار = الإدخار / الدخل = 1 – ( س / د)
النزعة الحدية للادخار = 1 – ( D س / D د)
المؤشرات الاقتصادية
1 – المفهوم
المؤشرات الاقتصادية ( agrégats économiques ) هي مجموعة المؤشرات الاقتصادية العامة المميزة لاقتصاد معين ولتطوره في فترة ما مثل الناتج الخام, الادخار, الدخل أو التصدير...
ونجد ثلاث وجهات نظر لدراسة الاقتصاد :
- الناتج : وهي مقاربة تمكن من تحديد المجهود الإنتاجي لمختلف الأطراف.
- الدخل : وهي مقاربة تساعد على تحديد المداخيل لمختلف الأطراف.
- الإنفاق : وهي مقاربة تحدد كيفية تخصيص الموارد: الاستهلاك, الاستثمار...
كما نجد هناك إطارين للتحليل: الإطار الترابي أو المحلي والإطار الوطني.
- الإطار الترابي أو المحلي : يتم احتساب المؤشرات داخل إطار ترابي محدد كالقطر أو الإقليم أو المدينة... فهي مؤشرات داخلية أو محلية : الناتج الداخلي أو المحلي.
- الإطار الوطني الذي يمكن من الحصول على مؤشرات وطنية تشمل كل الذين ينتمون إلى وطن محدد في الداخل كانوا أم في الخارج.
ويمكن الحصول على المؤشر الوطني كما يلي :
- إضافة (+) المداخيل المقبوضة من طرف العناصرالمقيمة والمتأتية من الأطراف غير المقيمين
- طرح (-) المداخيل المدفوعة من طرف الأطراف المقيمة إلى العناصر غير المقيمة
الناتج الوطني = الناتج المحلي + المداخيل المقبوضة للعناصر المقيمة – المداخيل المدفوعة للعناصر غير المقيمة.
الناتج الوطني = الناتج المحلي + ح اصل تحويلات المداخيل (المقبوضة – المدفوعة).
PNB = PIB + Rr – Rv PNB = PIB + SR
2 - العلاقة بين المؤشرات
تتمثل الموازنة الاقتصادية الأساسية في المعادلة بين الناتج والدخل والإنفاق: ن = د = ف. وهي معادلة لا تتوفر إلا في الاقتصاد المغلق. أما في الاقتصاد المفتوح على الخارج فإننا نجد دائما فائضا أو نقصا في الموازنة مع الخارج على مستوى السلع أو المداخيل.
أ – من الإنتاج الوطني إلى الدخل الوطني المتاح
الناتج الوطني الخام = مج القيم المضافة + الخدمات الإدارية (والمنزلية)
= الإنتاج التجاري + الإنتاج غير التجاري
الناتج الوطني بأسعار السوق = الناتج حسب كلفة العناصر + ض غ م – إعانات
PNB pm = PNB cf + I I - S
الناتج الوطني الصافي = الناتج الوطني الخام – استهلاك رأس المال
PNN pm = PNB pm - A
الدخل الوطني الخام = الناتج المحلي الخام + حاصل مداخيل العناصر(المقبوضة - المدفوعة).
RNB = PIB + SR (Rr – Rv)
المدفوعة : مديونية – توريد - براءات...
المقبوضة : هجرة – تصدير - سياحة – فائدة...
الدخل الوطني الصافي = الناتج الوطني الصافي – الضرائب غير المباشرة + الإعانات
PNN cf = PNN pm – II + S
الدخل الوطني الصافي حسب تكلفة العناصر = الناتج الوطني الصافي حسب تكلفة العناصر
الدخل الوطني الصافي = مجموع المداخيل (العمل - الملكية)
= المداخيل الأولية أو التوزيع الأصلي حسب تكلفة العناصر
وينقسم الدخل الوطني الصافي إلى دخل العمل (أجور, مساهمات, منح) ورأس المال والملكية (فائدة, كراء, أسهم, أرباح, ضرائب, احتياطي, تمويل ذاتي, ... ),
Revenu National Net = Produit National Net - Impôts Indirects + Subvention
R.N.N (Pm) = P.N.N ( au coût des facteurs)
= Revenus primaires aux coûts de facteurs
الدخل المتاح :
هو الدخل المتبقى على ذمة المستهلك بعد طرح الضرائب المباشرة وإضافة التحويلات ويمكن التصرف فيه. فهو الدخل المعدل بعد الموازنة والتعديل إثر تدخل الدولة ويمثل التوزيع الثانوي.
الدخل الوطني الصافي المتاح = الدخل الوطني الصافي – الضرائب المباشرة + التحويلات والإعانات
Revenu National Net Disponible = Revenu National Net - Impôts Directs + Transferts et Subventions
RNND = RNN - ID + T ( S + Cotisations Sociales)
ب – من الدخل إلى الإنفاق
الإنفاق الوطني الصافي = الدخل الوطني الصافي المتاح + الضرائب الجملية + حصيلة التحويلات
Dépense Nationale Nette = R N N D + Impôts Totaux + Soldes de transfert
DNN = RNND + IT + ST
مكونات الإنفاق
الإنفاق الوطني الخام = الاستهلاك ( الخاص + العام) + الاستثمار + تغير المخزون
Dépense Nationale Brute = Consommation privée + Consommation de l’administration + FBCF + Accroissement des stocks
ج – من الإنفاق إلى الناتج
الناتج المحلي الخام = الإنفاق الوطني الخام + التصدير – التوريد = الاستهلاك ( الخاص + العام) + الاستثمار + تغير المخزون + التصدير – التوريد
PIB = CF + FBCF + D S + EX (Fob) - IM(Caf)
تدخل حركة السلع والمداخيل مع الخارج في تحديد الناتج الوطني الخام
الناتج الوطني الخام (بأسعار السوق) = الإنفاق الوطني الخام + ( الصادرات + المداخيل المقبوضة) – (الواردات + المداخيل المدفوعة).
Produit National Brut (pm) = D N B + Exportation - Importation
paiement de Paiement de
Revenus par Revenus en
l’Extérieur Extérieur
X, Rr M, Rv
D N B = P N B + I M - E X
الناتج الوطني الخام (بأسعار السوق) = الإنفاق الوطني الخام + ( الصادرات – الواردات) + (المداخيل المقبوضة – المداخيل المدفوعة).
الناتج الوطني الخام (بأسعار السوق) = الإنفاق الوطني الخام + حاصل الميزان التجاري + حاصل ميزان الدفوعات
الإنفاق الوطني الخام = الناتج الوطني الخام + حاصل التحويلات
P N B + I M - E X = D N B + Pr - Pv
P N B + (I M - E X ) + (Rv - Rr) = D N B
Solde mts Solde des mts
Marchandises Revenus
I-----------------------I
Soldes des transferts ST
FOB (Exp) et CAF (Imp)
Tableaux économiques
TEE – TOF – TEI ou TES
د- الموازنة الاقتصادية
1 - الناتج = الدخل = الأنفاق
2 - الموارد = الاستخدامات
الناتج المحلي = الإنفاق
الناتج المحلي = الاستهلاك + الاستثمار
الناتج المحلي + الواردات = الاستهلاك + الاستثمار + الصادرات + تغير المخزون
الناتج المحلي = = الاستهلاك + الاستثمار + تغير المخزون + الصادرات - الواردات
الناتج المحلي = =الإنفاق الوطني الخام + ( الصادرات – الواردات)
Ressources = Emplois
PIB pm = C + FBCF
Ex = Im et FBCF = E
PIB + Im = C + FBCF + St + EX
ه – المؤشرات حسب الأسعار الجارية والقارة
تختلف القيمة النقدية للمؤشرات كالإنتاج مثلا حسب طريقة احتساب الأسعار المعتمدة التي لا تستقر على حال ولا بد من أن نأخذ بعين الاعتبار تطور الأسعار. فإذا اعتمدنا الأسعار الجاري بها العمل لكل سنة نحصل على الإنتاج بالأسعار الجارية: إنتاج (س ج) . إما إذا أخذنا سنة مرجعية تحدد بالنسبة إليها الأسعار الأخرى فإننا نحصل على الإنتاج بالأسعار القارة: إنتاج (س ق) .
فإذا كان س0 : السعر الأساسي للفترة 0
س ن: السعر النهائي للفترة ن
فإن مؤشر الأسعار يساوي م س = س ن \ س0
وبالتالي فإن الإنتاج بالأسعار القارة أو الثابتة يساوي الإنتاج بالأسعار الجارية مقسوم على مؤشر الأسعار:
الإنتاج (س ق) = الإنتاج (س ج) \ (س ن \ س0)
إ س ث = إ س ج . (س ق\ س ج)
مثال
الجدول التالي يلخص تطور كمية الإنتاج والأسعار الجارية بين 1998 و 2005
الفترة
السعر د\كلغ
الكمية
قيمة الإنتاج
نسبة تطور الكمية
نسبة تطور القيمة
1998
5
200
1000
200
150
2005
10
150
1500
نلاحظ أن كمية الإنتاج تطورت بنسبة 200 بالمائة في حين إن القيمة المالية لم تتطور إلا ب 150 بالمائة وذلك لأن الأسعار تطورت من 5 إلى 10 دنانير للكيلوغرام. فمؤشر الأسعار هو 2 ربما لارتفاع التكلفة أو نتيجة التضخم المالي .
أما القيمة الفعلية للإنتاج بالأسعار القارة لسنة 1998 فيمكن الحصول عليها باستعمال القاعدة السابقة: 1500\2 = 750 د.
ففي الواقع تشهد سنة 2005 تراجعا للإنتاج إلى حدود 750 د مقارنة بسنة 1998 التي وصل فيها الإنتاج إلى 1000 د وبالتالي نسجل انخفاضا بنسبة 25 بالمائة
الإنتاج
يرتكز الاقتصاد على الإنتاج الذي يهدف أساسا إلى تلبية حاجيات الأفراد والمجتمع ورغباته الفعلية والكامنة. فالإنتاج يمثل مصدر الثروات والمداخيل التي تنفق فيما بعد في اقتناء السلع والخدمات.
1 - التعريف
الإنتاج هو العملية التي تفضي إلى خلق أو تغيير حالة منتوج ما بواسطة النشاط البشري أو عن طريق استخدام آلات و معدات.
2 - القيس
تقاس السلع بوحدات قيسية مختلفة حسب طبيعتها(صلبة, سائلة, غازية) وكميتها. فمنها ما يقاس بالوحدات كالسيارات وبالأطنان كالحبوب أو الحديد وبالبرميل كالنفط وبالمتر الطولي كالطرقات المعبدة والمتر المربع للأقمشة والمتر المكعب بالنسبة للأخشاب أو الهكتولتر للزيت ... ونظرا لتعدد الوحدات القيسية فإنه يصعب جمعها ومقارنتها ببعضها البعض حجما وقيمة.
أ - القيمة النقدية
من هنا تشكل القيمة النقدية للسلع المرجعية الأساسية والبسيطة التي تمكننا من الجمع والمقارنة والمفاضلة والتبادل. فهي تعكس القيمة التبادلية ( Valeur d’échange ) لمختلف السلع وتمثل الوحدة القياسية.
وتكمن المشكلة في أن القيمة النقدية لا تعكس دائما التطور الفعلي للإنتاج. فالإنتاج المادي يمكن أن يكون ثابتا في الحجم أو في النوعية لكن قيمته ترتفع أو تنخفض نتيجة عدة عوامل منها التضخم المالي وارتفاع الأسعار أو التكاليف أو الخفض من قيمة العملة كما وقع في تونس سنة 1986. ونجد هنا مسألة الأسعار القارة أو الجارية كما تطرح مسألة وجاهة المؤشر المستعمل لتحديد الإنتاج.
ب – القيمة المضافة
القيمة المضافة هي القيمة التي أضيفت للسلعة خلال العملية الإنتاجية وتساوي قيمة السلع المنتجة تطرح منها قيمة السلع المستهلكة خلال فترة معينة.
القيمة المضافة = السلع المنتجة – السلع المستهلكة
مثال :
مؤسسة صناعية في النسيج قامت باقتناء كمية من الصوف لغزلها ونسجها وصبغها وخياطتها حسب البيانات التالية
الكمية طن
السعر للوحدة د\طن
قيمة الإنتاج
قيمة الاستهلاك
القيمة المضافة
الصوف
220
5
-
1100
الغزل
200
10
2000
1100
900
النسج
200
12
2400
2000
400
الصباغة
150
24
3600
2400
1200
2500
الإنتاج الإجمالي للمراحل الثلاثة يصل إلى 3600 د لكننا نجد قيمة 1100 د تمثل المادة الخامة أو ألأولية وهي خارجة وسابقة للعملية الإنتاجية حيث نجد القيمة المضافة لا تتجاوز 2500 د وهي القيمة التي أضيفت إلى القيمة الأصلية للسلعة التي تم اقتناؤها (الصوف) عبر عملية الغزل والنسج والصباغة لتصل القيمة النهائية للسلعة 3600 د.
ج – الإنتاج النهائي
الإنتاج النهائي ( Production finale ) هو مجموع القيم المضافة المتحصل عليها خلال العملية الإنتاجية. فهو يعكس المجهود الإنتاجي لفترة محددة.
الإنتاج النهائي = إجمالي القيم المضافة
إ ن = مج ق م
ففي المثال السابق نحصل على قيمة 2500 د للإنتاج النهائي للمصنع : 900 + 400 + 1200 = 2500 د. وبنفس الصيغة التجميعية نحصل على إنتاج قطاع أو منطقة أو قطر محدد.
3 – الاستثمار وتطوير الإنتاج
لتطوير الإنتاج لا بد من تخصيص جزء من الثروات المنتجة دون استهلاكها بصفة نهائية حيث تقوم المؤسسة باستهلاك إنتاجي أو بيني ( Consommation productive ou intermédiaire ) يساهم في الإنتاج خلال نفس الفترة كما تخصص المؤسسة جزءا بهدف تنمية رأس المال وهو ما يعبر عنه بالاستثمار.
يتمثل الاستثمار( Investissement ) في تخصيص جزء من الدخل والثروات لتنمية وتطوير الإنتاج والإنتاجية. ويتلخص في الإبقاء على سلع تم إنتاجها في فترة معينة لتوظيفها في الإنتاج خلال فترات لاحقة. فاقتناء آلات وتجهيزات لا يمثل استهلاكا إنتاجيا أو بينيا لأن مدة حياتها تتجاوز فترة الإنتاج وبالتالي تشكل استثمارا أما اقتناء المواد الأولية مثلا المعدة للإنتاج فيمثل استهلاكا إنتاجيا. فالاستثمار يتمثل في العملية التي تنمي الإنتاج ووسائل الإنتاج.
الإنتاج النهائي = الاستهلاك النهائي + الاستهلاك الإنتاجي (البيني) + الاستثمار
4 – الإنتاج والناتج
الناتج يضم الإنتاج المادي بالإضافة إلى الخدمات المنزلية والإدارية.
الناتج = الإنتاج + الخدمات الإدارية والمنزلية
5 – الأعوان والعمليات الإنتاجية
أ – الأعوان الاقتصاديون
هناك أربعة أعوان ( Agents ) وهي أطراف فاعلة بإمكانها اتخاذ قرارات من شأنها أن تغير التبادل وسلوك الأطراف الأخرى وهي المؤسسات والأسر والإدارة والخارج.
- الأسر: تتكون من السكان كأفراد أو مجموعات وظيفتها الأساسية هي الاستهلاك.
- المؤسسات: مهمتها الأساسية تكمن في الإنتاج.
- الإدارة: تضم كل الأجهزة التي تهدف إلى إدارة وتسيير والتصرف في الشؤون العامة والخاصة دون الربح: الجيش, الوزارات والدواوين, الجماعات الترابية, السفارات والجمعيات...
- الخارج: يتكون من الوطنيين والأجانب الذين يتدخلون في الإنتاج: المهاجرون , البنوك , الدول, التصدير والتوريد والسياحة...
ب - العمليات الإنتاجية
تختلف البلدان في كيفية احتساب الإنتاج واعتبار بعض الأنشطة منتجة أم لا حيث يمكن تقسيم البلدان إلى ثلاثة أصناف:
- البلدان الأنقلو سكسونية تعتبر أن الخدمات هي عمليات منتجة.
- البلدان الاشتراكية تعتبر أن الخدمات هي عمليات غير منتجة وبالتالي يقع طرحها وعدم احتسابها في الإنتاج.
- الحالة البينية مثل تونس وفرنسا حيث يتم استثناء الخدمات المنزلية كإحضار المأكولات والغسيل...
أما بالنسبة للخدمات الإدارية فإنه يقع اعتماد الأجور كمقياس للعملية الإنتاجية الإدارية حيث تعتبر الأجور .
الناتج = الإنتاج النهائي + الخدمات (الإدارية + المنزلية)
6 - الإنتاج حسب أسعار السوق والتكلفة
تتدخل الدولة في العملية الإنتاحية من خلال الإعانات والضرائب غير المباشرة التي تمنحها أو تسلكها على بعض السلع ومن هنا وجب اخذها بعين الاعتبار في تقييم الإنتاج وتحديد الأسعار.
- فالإعانات (ع) تمنحها الإدارة لتشجيع بعض القطاعات والأنشطة والمؤسسات أو لمساعدتها على التنافسية واقتحام الأسواق الخارجية مثلا أو للاضطلاع بخدمة عمومية مثل النقل الحضري للتلاميذ والطلبة والجنود وأعوان الدولة.
أما الضرائب غير المباشرة (ض غ م) فهي ضرائب يخضع إليها الاستهلاك دون الدخل كالضرائب المسلطة على التبغ والكحول.
الإنتاج حسب أسعار السوق = الإنتاج حسب تكلفة العناصر – الضرائب غير المباشرة + الإعانات
ج (أس) = ج (ت ع) + ع - ضغم
P (c f) = P ( p m) – I. I + S
مثال
قيمة الإنتاج حسب كلفة العناصر : 60 ألف د
الإعانات : 10
الضرائب غير المباشرة : 15 ألف د
قيمة الإنتاج حسب أسعار السوق : 60 + 15 – 10 = 65 ألف د
7 - الإنتاج الإجمالي والصافي
رأس المال هو مجموع السلع (المادية واللامادية) التي يمكن استخدامها من تطوير إنتاجية العمل والإنتاج: مواد أولية, آلات, تجهيزات, سندات, رقع,... فرأس المال هو الثروة التي تستخدم في العملية الإنتاجية.
هناك عدة أصناف من رأس المال حيث نجد رأس المال المالي والنقدي والتقني الذي يتمثل في تطوير إنتاجية العمل من خلال أساليب إنتاجية جديدة ومجددة. كما يمكن تصنيف رأس المال إلى رأس مال ثابت أو قار ( Fixe ) الذي يؤمن عدة حلقات إنتاجية ورأس مال متحرك ( Circulant ) الذي يعادل الاستهلاك الإنتاجي أو البيني.
معامل رأس المال = رأس المال / قيمة الإنتاج
Coefficient du Capital = Capital utilisé/Valeur de la production
ويتكون رأس المال من خلال الاستثمار المتواصل في الزمان والمكان والذي يؤدي إلى عملية تراكمية تنمي رأس المال الأصلي. ويسمى الاستثمار كذلك تكوين رأس المال الثابت الخام ( Formation brute de capital fixe ) .
فالثروات المكونة لرأس المال مؤهلة للترهل والتهرم بحكم الاستعمال المتواصل من ذلك تهرم اليد العاملة وتداعي البناءات وتعطب الآلات مما يستوجب القيام بالصيانة والتعهد للمعدات بصفة مستمرة وتعويض ما تعطب منها لكي يحافظ رأس المال وعناصر الإنتاج عموما على وضعها الأول وهو ما يسمى بنسبة استعمال رأس المال ( Amortissement ) التي تمثل القسط المعد لتعويض سلعة أو وسيلة إنتاج لتلافي الاستعمال ( l’usure ).
فاستعمال رأس المال هو الإنفاق الذي يهدف إلى صيانة رأس المال (آلات, تجهيزات, مباني...) وجعله في حالة إنتاج دائمة بما يتطلب ذلك من صيانة وتعهد وتجديد كلي أو جزئي. فالمعدات والتجهيزات لها فترة حياة لا تتجاوزها تتراوح بين بعض الأشهر وعشرات السنين مما يستوجب من المنتج برمجة عملية التعويض على مدى كامل الفترة تبعا لنسق ونموذج يختلفان حسب طبيعة المعدات ونسق استعمالها.
فالاستثمار الخام يشمل إذن النسبة المخصصة لتعويض رأس المال والتي لا تساهم بصفة مباشرة في الإنتاج. أما الاستثمار الصافي فهو الاستثمار المتبقي بعد طرح نسبة استعمال رأس المال والذي يساهم مباشرة في تطوير الإنتاج باقتناء معدات جديدة ويسمى كذلك تكوين رأس المال الثابت الصافي ( Formation nette de capital fixe ):
الاستثمار الصافي = الاستثمار الإجمالي – استعمال رأس المال
Investissement Net = Investissement Brut - Amortissement
F N C F = F B C F - A
فالإنتاج الصافي يشمل الاستهلاك النهائي وتكوين رأس المال الثابت الصافي:
الإنتاج الصافي = الاستهلاك الصافي + تكوين رأس المال الثابت الصافي
Production Nette = Consommation Finale + FNCF
8 – الإنتاج حسب الأسعار الجارية والقارة
تختلف القيمة النقدية للإنتاج حسب طريقة احتساب الأسعار المعتمدة التي لا تستقر على حال ولا بد من أن نأخذ بعين الاعتبار تطور الأسعار. فإذا اعتمدنا الأسعار الجاري بها العمل لكل سنة نحصل على الإنتاج بالأسعار الجارية: إنتاج (س ج) . إما إذا أخذنا سنة مرجعية تحدد بالنسبة إليها الأسعار الأخرى فإننا نحصل على الإنتاج بالأسعار القارة: إنتاج (س ق) .
فإذا كان س0 : السعر الأساسي للفترة 0
س ن: السعر النهائي للفترة ن
فإن مؤشر الأسعار يساوي م س = س ن \ س0
وبالتالي فإن الإنتاج بالأسعار القارة أو الثابتة يساوي الإنتاج بالأسعار الجارية مقسوم على مؤشر الأسعار:
الإنتاج (س ق) = الإنتاج (س ج) \ (س ن \ س0)
مثال
الجدول التالي يلخص تطور كمية الإنتاج والأسعار الجارية بين 1998 و 2005
الفترة
السعر د\كلغ
الكمية
قيمة الإنتاج
نسبة تطور الكمية
نسبة تطور القيمة
1998
5
200
1000
200
150
2005
10
150
1500
نلاحظ أن كمية الإنتاج تطورت بنسبة 200 بالمائة في حين إن القيمة المالية لم تتطور إلا ب 150 بالمائة وذلك لأن الأسعار تطورت من 5 إلى 10 دنانير للكيلوغرام. فمؤشر الأسعار هو 2 ربما لارتفاع التكلفة أو نتيجة التضخم المالي .
أما القيمة الفعلية للإنتاج بالأسعار القارة لسنة 1998 فيمكن الحصول عليها باستعمال القاعدة السابقة: 1500\2 = 750 د.
ففي الواقع تشهد سنة 2005 تراجعا للإنتاج إلى حدود 750 د مقارنة بسنة 1998 التي وصل فيها الإنتاج إلى 1000 د وبالتالي نسجل انخفاضا بنسبة 25 بالمائة.
9 – تكلفة الإنتاج
للإنتاج تكلفة تمثل الحد الأدنى لسعر تداول السلع لا يمكن النزول تحته. هذه التكلفة تمثل قيمة عناصر الإنتاج التي ساهمت في العملية وهي تشكل قيمة الإنتاج حسب تكلفة العناصر.
تنقسم التكلفة الجملية للإنتاج إلى جزئين من التكلفة: التكلفة الثابتة والتكلفة المتغيرة
- التكلفة الثابتة أو القارة: وهي التكلفة التي لا تتغير من جراء الرفع في كمية الإنتاج فهي ثابتة نسبيا مهما كان حجم الإنتاج. وتضم التكلفة القارة مثلا الإنارة، الحراسة، القيمة الكرائية للأرض...
- التكلفة المتغيرة: وهي التكلفة التي ترتبط مباشرة بحجم الإنتاج كالأجور أو المساهمة في الصناديق الاجتماعية أو التأمين أو الموارد المستخدمة في الإنتاج أو الطاقة الموظفة للإنتاج...
ويحتسب متوسط التكلفة عامة بقسمة الكلفة الإجمالية أو الثابتة أو المتغيرة على الكمية المنتجة سواء كان ذلك بالنسبة للتكلفة الكلية أو المتوسطة أو الحدية : معدل التكلفة = التكلفة الإجمالية/الكمية
- قانون تراجع الكلفة
كلما زاد حجم العناصر المستخدمة في الإنتاج فإن كلفة الإنتاج الأحادية (كلفة الوحدة) تنخفض بصفة تدريجية وذلك نتيجة استقرار الكلفة الثابتة للإنتاج. ومن هذا المنطلق فإن كلما كان حجم المصنع أو المستغلة هاما كلما انخفضت تكلفة إنتاجه ومن هنا نتحدث عن مقتصدات الحجم ( Economies d’échelle ) وهي كل ما يجنيه المنتج من أرباح الناتجة عن حجم المصنع.
التكلفة التكلفة
تغير الكلفة حسب الكمية ك متوسط الكلفة حسب الحجم ك
ولكن متوسط التكلفة لا يتراجع إلى ما لا نهاية حيث نلاحظ أن بعض التكاليف ترتفع عندما يتجاوز المصنع حجما معينا حيث تأخذ التكلفة الأحادية في الارتفاع من جديد بعد أن كانت في مرحلة أولى آخذة في التراجع. من بين هذه التكاليف نجد مثلا صعوبة التسيير ومشاكل التصرف في الموارد البشرية و إشكاليات التسويق وصعوبة التكيف مع معطيات وتقلبات السوق...
ونلاحظ أن متوسط التكلفة وكذلك التكلفة الحدية تنخفضان في البداية لتصل إلى حدهما الأدنى لتأخذان في الارتفاع من جديد. فالكلفة الحدية هي كلفة الوحدة الإضافية الأخيرة المنتجة وهي التي تعكس مدى ارباحية عملية الإنتاج وجدوى مواصلته. فإذا كانت التكلفة الحدية دون التي سبقتها فمعنى ذلك أنه هناك فائدة في مواصلة إنتاج هذه الوحدة لأنها مربحة أكثر من الوحدة التي سبقتها وإذا كانت التكلفة الحدية قد ارتفعت فذلك دليل على أنه لا فائدة في مواصلة الإنتاج ويستحسن التوقف عند ذلك الحجم أو الكمية.
التكلفة
متوسط التكلفة
التكلفة الحدية
ك
الحجم الأمثل
- قانون تراجع المردود
وبارتفاع التكلفة الأحادية للإنتاج ينخفض مردود كل وحدة إضافية حسب قانون تراجع المردود الذي يذهب في عكس اتجاه قانون الكلفة النسبية المتزايدة.
الإنتاج
الكمية
10 – عناصر الإنتاج
لتأمين عملية الإنتاج لا بد من توفر عناصر محددة في المكان والزمان وهي العمل ورأس المال والأرض والتنظيم.
- العمل (ع) : ويمثل اليد العاملة أو الموارد البشرية والذي لا يقوم الإنتاج إلا به.
- رأس المال (م): ويمثل الثروة التي توظف في عملية الإنتاج بما في ذلك الموارد الاقتصادية والمعدات والسلع التي تستخدم في الإنتاج.
- الأرض (ر): وتتمثل في الأرض كعنصر يساهم في الإنتاج فعلا لما تضمه من موارد اقتصادية وطبيعية ذاتية بالنسبة إلى بعض الأنشطة كالفلاحة (التربة), الغابات (التربة والنبات), الصيد أو الاستخراج المنجمي (الفحم, الحديد...).
- التنظيم (ظ): يتمثل في التصور والخلق والإبداع والتنظيم والتصرف. وتقوم بالتنظيم فئة معينة من الأفراد لها من التكوين والكفاءة ما يؤهلها للقيام بهذه المهمة مثل المهندس والتقني والإطار وصاحب المؤسسة. وحتى فترة قريبة كانت هذه المهمة محدودة جدا بحيث لم يكن بالإمكان فصلها عن العمل ككل ولكن تطور التقنيات منذ عقود محدودة أعطر لهذا العنصر مكانة بالغة الأهمية مما حدا بالعديد من علماء الاقتصاد إلى فصله عن العمل واعتباره عنصرا إنتاجيا مستقلا وقائما بذاته.
كل هذه العناصر لا بد من توفرها وتوظيفها بطريقة ناجعة لتفعيل عملية الإنتاج وعلم الاقتصاد يبحث في الصيغة المثلى التي تتلاءم مع معطيات كل منطقة وقطر والاختيارات المرسومة. ووظيفة دالة الإنتاج هي الربط بين العناصر الإنتاجية بأنجع السبل.
ومقابل المساهمة في الإنتاج يحصل كل عنصر من العناصر الإنتاجية على مقابل يمثل الدخل وهو موضوع الفصل الموالي.
11 – الإنتاجية
متوسط الإنتاجية = كمية الإنتاج / كمية العنصر الإنتاجي المستعمل
الإنتاجية الحدية = تغير الإنتاج / تغير كمية العنصر
12 – الربح = رقم المعاملات - الإنفاق
Profit = Chiffre d’Affaires – Charges
الفرع ( Branche ): مجموعة المؤسسات التي تنتج سلع ا من نفس الطبيعة والنوعية أو التركيبة.
الشبكة ( Filière ) : سلسلة متواصلة من الأنشطة المتكاملة مرتبطة ببعضها ومتكونة من شريحة متواصلة من الإنتاج تتراوح من الاستخراج إلى التوزيع
.
المداخيل
يشكل الدخل العنصر المقابل للإنتاج حيث أن الدخل ما هو في النهاية إلا الأجر الذي يتقاضاه كل عنصر إنتاج مقابل مساهمته في العملية الإنتاجية.
1 – الدخل كأجر لعناصر الإنتاج
كل إنتاج يخلق مداخيلا وفي المقابل فإن كل عنصر إنتاجي يحصل على دخل يوازي مساهمته في العملية الإنتاجية. فالإنتاج حسب تكلفة العناصر يقع اقتسامه بين مختلف العناصر الإنتاجية.
- العمل: يتمثل دخل العمل في صيغتين: المقابل المباشر وهو ا لأجر والمقابل غير المباشر وهو النفقات الاجتماعية في شكل تأمين والأجر الوحيد والامتيازات العينية...
- رأس المال : يتلقى صاحب رأس المال مقابل مساهمته في الإنتاج والمخاطرة دخلا يسمى الربح. أما المقرض لرأس المال من بنوك ومؤسسات الإقراض فيتلقى الفائدة لتشجيع الادخار وتكوين رأس المال الثابت أو الاستثمار وإثناء المستهلك على استهلاك كامل الدخل. كما أن الفائدة تهدف إلى تحفيز المؤسسة على عدم اللجوء إلى الاقتراض إلا عند الحاجة والعمل على برمجة التجديد والمحافظة على رأس المال.
- الأرض : تتلقى الأرض دخلا مقابل دورها في الإنتاج, هذا الدخل هو الريع.
2 – الدخل الإجمالي والدخل الصافي
الدخل الخام هو الدخل الإجمالي والذي يقابل الإنتاج النهائي, أما الدخل الصافي فيستثني نسبة استعمال رأس المال:
الدخل الصافي = الدخل الخام – استهلاك رأس المال
الإنفاق
يمثل الإنفاق الهدف النهائي لمختلف الأطراف الاقتصادية لتلبية الحاجات الاجتماعية من استهلاك وادخار واستثمار.
ويمكن توظيف الدخل في ثلاثة اإتجاهات : الاستهلاك والادخار والاستثمار.
1 – الادخار:
الادخار هو رفض الاستهلاك الآني والحاضر وتفضيل الاستهلاك في المستقبل لأسباب أمنية أو بهدف الاستثمار. ويتخذ الادخار عدة أشكال كالتخزين وهو المحافظة على الثروة النقدية من أوراق وصكوك...و القرض و الاستثمار واقتناء سلع يمكن بيعها في أية لحظة كالأراضي والجواهر والذهب والعقارات…
الاستهلاك هو استعمال السلع بصفة كلية (بالنسبة للسلع غير الدائمة) أو جزئية (بالنسبة للسلع الدائمة) لتلبية الحاجات. فالسلع غير الدائمة والخدمات يتم استهلاكها مرة واحدة عند أول استعمال خلافا للسلع المعمرة والتي يقع استهلاكها بصفة تدريجية كالمنزل أو السيارة…
يضم الاستهلاك النهائي 3 أشكال من الاستهلاك : الاستهلاك التجاري والاستهلاك الذاتي والاستهلاك غير التجاري.
لاستهلاك النهائي = الاستهلاك التجاري + الاستهلاك الذاتي + الاستهلاك غير التجاري
كما يشمل الاستهلاك كل من الاستهلاك النهائي والاستهلاك الانتاجي.
يحتوي الاستثمار على التجهيزات وكذلك ارتفاع المخزون ( D S ) كلما زاد عن الفترة.
النزهة المتوسطة والنزعة الحدية
متوسط النزعة للاستهلاك = الاستهلاك / الدخل
Propension moyenne de consommation = C/R
النزعة الحدية للاستهلاك = تغير الاستهلاك / تغير الدخل = D س \ D د
Propension marginale de consommation = D C / D R
متوسط النزعة للادخار = الإدخار / الدخل = 1 – ( س / د)
النزعة الحدية للادخار = 1 – ( D س / D د)
المؤشرات الاقتصادية
1 – المفهوم
المؤشرات الاقتصادية ( agrégats économiques ) هي مجموعة المؤشرات الاقتصادية العامة المميزة لاقتصاد معين ولتطوره في فترة ما مثل الناتج الخام, الادخار, الدخل أو التصدير...
ونجد ثلاث وجهات نظر لدراسة الاقتصاد :
- الناتج : وهي مقاربة تمكن من تحديد المجهود الإنتاجي لمختلف الأطراف.
- الدخل : وهي مقاربة تساعد على تحديد المداخيل لمختلف الأطراف.
- الإنفاق : وهي مقاربة تحدد كيفية تخصيص الموارد: الاستهلاك, الاستثمار...
كما نجد هناك إطارين للتحليل: الإطار الترابي أو المحلي والإطار الوطني.
- الإطار الترابي أو المحلي : يتم احتساب المؤشرات داخل إطار ترابي محدد كالقطر أو الإقليم أو المدينة... فهي مؤشرات داخلية أو محلية : الناتج الداخلي أو المحلي.
- الإطار الوطني الذي يمكن من الحصول على مؤشرات وطنية تشمل كل الذين ينتمون إلى وطن محدد في الداخل كانوا أم في الخارج.
ويمكن الحصول على المؤشر الوطني كما يلي :
- إضافة (+) المداخيل المقبوضة من طرف العناصرالمقيمة والمتأتية من الأطراف غير المقيمين
- طرح (-) المداخيل المدفوعة من طرف الأطراف المقيمة إلى العناصر غير المقيمة
الناتج الوطني = الناتج المحلي + المداخيل المقبوضة للعناصر المقيمة – المداخيل المدفوعة للعناصر غير المقيمة.
الناتج الوطني = الناتج المحلي + ح اصل تحويلات المداخيل (المقبوضة – المدفوعة).
PNB = PIB + Rr – Rv PNB = PIB + SR
2 - العلاقة بين المؤشرات
تتمثل الموازنة الاقتصادية الأساسية في المعادلة بين الناتج والدخل والإنفاق: ن = د = ف. وهي معادلة لا تتوفر إلا في الاقتصاد المغلق. أما في الاقتصاد المفتوح على الخارج فإننا نجد دائما فائضا أو نقصا في الموازنة مع الخارج على مستوى السلع أو المداخيل.
أ – من الإنتاج الوطني إلى الدخل الوطني المتاح
الناتج الوطني الخام = مج القيم المضافة + الخدمات الإدارية (والمنزلية)
= الإنتاج التجاري + الإنتاج غير التجاري
الناتج الوطني بأسعار السوق = الناتج حسب كلفة العناصر + ض غ م – إعانات
PNB pm = PNB cf + I I - S
الناتج الوطني الصافي = الناتج الوطني الخام – استهلاك رأس المال
PNN pm = PNB pm - A
الدخل الوطني الخام = الناتج المحلي الخام + حاصل مداخيل العناصر(المقبوضة - المدفوعة).
RNB = PIB + SR (Rr – Rv)
المدفوعة : مديونية – توريد - براءات...
المقبوضة : هجرة – تصدير - سياحة – فائدة...
الدخل الوطني الصافي = الناتج الوطني الصافي – الضرائب غير المباشرة + الإعانات
PNN cf = PNN pm – II + S
الدخل الوطني الصافي حسب تكلفة العناصر = الناتج الوطني الصافي حسب تكلفة العناصر
الدخل الوطني الصافي = مجموع المداخيل (العمل - الملكية)
= المداخيل الأولية أو التوزيع الأصلي حسب تكلفة العناصر
وينقسم الدخل الوطني الصافي إلى دخل العمل (أجور, مساهمات, منح) ورأس المال والملكية (فائدة, كراء, أسهم, أرباح, ضرائب, احتياطي, تمويل ذاتي, ... ),
Revenu National Net = Produit National Net - Impôts Indirects + Subvention
R.N.N (Pm) = P.N.N ( au coût des facteurs)
= Revenus primaires aux coûts de facteurs
الدخل المتاح :
هو الدخل المتبقى على ذمة المستهلك بعد طرح الضرائب المباشرة وإضافة التحويلات ويمكن التصرف فيه. فهو الدخل المعدل بعد الموازنة والتعديل إثر تدخل الدولة ويمثل التوزيع الثانوي.
الدخل الوطني الصافي المتاح = الدخل الوطني الصافي – الضرائب المباشرة + التحويلات والإعانات
Revenu National Net Disponible = Revenu National Net - Impôts Directs + Transferts et Subventions
RNND = RNN - ID + T ( S + Cotisations Sociales)
ب – من الدخل إلى الإنفاق
الإنفاق الوطني الصافي = الدخل الوطني الصافي المتاح + الضرائب الجملية + حصيلة التحويلات
Dépense Nationale Nette = R N N D + Impôts Totaux + Soldes de transfert
DNN = RNND + IT + ST
مكونات الإنفاق
الإنفاق الوطني الخام = الاستهلاك ( الخاص + العام) + الاستثمار + تغير المخزون
Dépense Nationale Brute = Consommation privée + Consommation de l’administration + FBCF + Accroissement des stocks
ج – من الإنفاق إلى الناتج
الناتج المحلي الخام = الإنفاق الوطني الخام + التصدير – التوريد = الاستهلاك ( الخاص + العام) + الاستثمار + تغير المخزون + التصدير – التوريد
PIB = CF + FBCF + D S + EX (Fob) - IM(Caf)
تدخل حركة السلع والمداخيل مع الخارج في تحديد الناتج الوطني الخام
الناتج الوطني الخام (بأسعار السوق) = الإنفاق الوطني الخام + ( الصادرات + المداخيل المقبوضة) – (الواردات + المداخيل المدفوعة).
Produit National Brut (pm) = D N B + Exportation - Importation
paiement de Paiement de
Revenus par Revenus en
l’Extérieur Extérieur
X, Rr M, Rv
D N B = P N B + I M - E X
الناتج الوطني الخام (بأسعار السوق) = الإنفاق الوطني الخام + ( الصادرات – الواردات) + (المداخيل المقبوضة – المداخيل المدفوعة).
الناتج الوطني الخام (بأسعار السوق) = الإنفاق الوطني الخام + حاصل الميزان التجاري + حاصل ميزان الدفوعات
الإنفاق الوطني الخام = الناتج الوطني الخام + حاصل التحويلات
P N B + I M - E X = D N B + Pr - Pv
P N B + (I M - E X ) + (Rv - Rr) = D N B
Solde mts Solde des mts
Marchandises Revenus
I-----------------------I
Soldes des transferts ST
FOB (Exp) et CAF (Imp)
Tableaux économiques
TEE – TOF – TEI ou TES
د- الموازنة الاقتصادية
1 - الناتج = الدخل = الأنفاق
2 - الموارد = الاستخدامات
الناتج المحلي = الإنفاق
الناتج المحلي = الاستهلاك + الاستثمار
الناتج المحلي + الواردات = الاستهلاك + الاستثمار + الصادرات + تغير المخزون
الناتج المحلي = = الاستهلاك + الاستثمار + تغير المخزون + الصادرات - الواردات
الناتج المحلي = =الإنفاق الوطني الخام + ( الصادرات – الواردات)
Ressources = Emplois
PIB pm = C + FBCF
Ex = Im et FBCF = E
PIB + Im = C + FBCF + St + EX
ه – المؤشرات حسب الأسعار الجارية والقارة
تختلف القيمة النقدية للمؤشرات كالإنتاج مثلا حسب طريقة احتساب الأسعار المعتمدة التي لا تستقر على حال ولا بد من أن نأخذ بعين الاعتبار تطور الأسعار. فإذا اعتمدنا الأسعار الجاري بها العمل لكل سنة نحصل على الإنتاج بالأسعار الجارية: إنتاج (س ج) . إما إذا أخذنا سنة مرجعية تحدد بالنسبة إليها الأسعار الأخرى فإننا نحصل على الإنتاج بالأسعار القارة: إنتاج (س ق) .
فإذا كان س0 : السعر الأساسي للفترة 0
س ن: السعر النهائي للفترة ن
فإن مؤشر الأسعار يساوي م س = س ن \ س0
وبالتالي فإن الإنتاج بالأسعار القارة أو الثابتة يساوي الإنتاج بالأسعار الجارية مقسوم على مؤشر الأسعار:
الإنتاج (س ق) = الإنتاج (س ج) \ (س ن \ س0)
إ س ث = إ س ج . (س ق\ س ج)
مثال
الجدول التالي يلخص تطور كمية الإنتاج والأسعار الجارية بين 1998 و 2005
الفترة
السعر د\كلغ
الكمية
قيمة الإنتاج
نسبة تطور الكمية
نسبة تطور القيمة
1998
5
200
1000
200
150
2005
10
150
1500
نلاحظ أن كمية الإنتاج تطورت بنسبة 200 بالمائة في حين إن القيمة المالية لم تتطور إلا ب 150 بالمائة وذلك لأن الأسعار تطورت من 5 إلى 10 دنانير للكيلوغرام. فمؤشر الأسعار هو 2 ربما لارتفاع التكلفة أو نتيجة التضخم المالي .
أما القيمة الفعلية للإنتاج بالأسعار القارة لسنة 1998 فيمكن الحصول عليها باستعمال القاعدة السابقة: 1500\2 = 750 د.
ففي الواقع تشهد سنة 2005 تراجعا للإنتاج إلى حدود 750 د مقارنة بسنة 1998 التي وصل فيها الإنتاج إلى 1000 د وبالتالي نسجل انخفاضا بنسبة 25 بالمائة