هذا ويقسم العلماء البلعوم باعتبار منافذه السابقة إلى ثلاثة أقسام:
1- المنفذ الحَنْجري:
ويسمونه” البلعوم الحنجري” أو” الحلق الحنجري” “Laryngopharynx” أو” البلعوم السفلي” “Hypopharynx”، ويتمثل في جزء البلعوم السفلي المتصل بأعلى الحنجرة مباشرة.
2- المنفذ الفموي:
ويسمونه” البلعوم الفموي” أو” الحلق الفموي” “ Oropharynx”، أو” البلعوم الأوسط”“ Mesopharynx”، ويشكل وسط البلعوم، ويقع خلف تجويف الفم مباشرة.
3- المنفذ الأنفي:
ويسمونه” البلعوم الأنفي” أو” الحلق الأنفي” “ Nasopharynx”، أو” البلعوم العلوي” “ Epipharynx”، وهو يشكل البلعوم العلوي الذي يصله بالأنف، ويقع خلف منطقة سقف” الحنك الرخو”“ Softpalate”، التي تلتصق بها اللهاة “ Uvula”، هذا العضو الذي يتم به إغلاق” البلعوم الأنفي” في أثناء عملية مرور الغذاء عبر” البلعوم الفموي”؛ لذا فهي تشكل حداً فاصلاً بين هذين التجويفين.
وفي ضوء هذا التقسيم سنرى البلعوم يتأثر بالحنجرة ولسان المزمار والحنك الرخو واللهاة واللسان، وسنرى له دوراً مهماً في عملية إنتاج الأصوات، فهو بمثابة فراغ زنيني يعمل على تقوية الصوت بعد صعوده من الحنجرة، وهو مخرج لبعض الأصوات اللغوية، تعرف بالأصوات الحلقية “ Pharyngeal”، فقد اختصه القدماء مخرجاً لأصوات الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء، حيث جعلوا الهمزة والهاء من أقصاه، ونص ابن جني على أنهما من أسفل الحلق وأقصاه([6])، والعين والحاء من وسطه، والغين والخاء من أدناه من الفم، ونص السكاكي على أنهما من أدنى الحلق إلى اللسان([7])، وذكر ابن يعيش أن” الخاء أقرب إلى الفم من العين”([8]).
ولعلنا نفهم من نسبة علماء العربية القدماء للهمزة والهاء إلى” أقصى الحلق” أو” أسفله” أو” أقصاه” أنهم أثبتوا دور الحنجرة في نطق هذين الصوتين إلى الحلق؛ الأمر الذي قد يُستنتج منه أنهم أدخلوا الحنجرة في حيزه، كما إن نسبتهم للغين والخاء إلى أدنى الحلق من الفم أو إلى فوق وسطه مع أول الفم كما ذكر ابن جني([9])، أو إلى أدناه إلى اللسان عند السكاكي، وأن الخاء أقرب إلى الفم من الغين كما وضّح ابن يعيش يجعلنا نقول بأن الحلق عندهم يمتد ليشمل أعلى الحنجرة حتى أقصى تجويف الفم عند اللهاة ومؤخر اللسان، وأنهم بإشاراتهم إلى الفم وتخصيص بعضهم للسان فيه أدركوا دور اللسان والحنك اللين واللهاة في إنتاج الغين والخاء.
وإذا نظرنا إلى علماء العربية المحدثين فسنجد طائفة منهم تحاكي القدماء فيما ذهبوا إليه، وطائفة أخرى من علماء اللغة لا تبتعد كثيراً عنهم، وإن كانت أكثر دقة في تحديد حيز المخرج، حيث رأينا نسبة الهمزة والهاء إلى الحنجرة([10]) أو الوترين الصوتيين([11]) أو إلى المزمار([12]).
أما الغين والخاء فجاءت نسبتهما إلى الطبق أو الحنك اللين أو الرخو مع الإشارة إلى أثر اللسان فيهما أحيانا، فهي عند تمام حسان ورمضان عبد التواب طبقيان([13])، وعند السعران حنكيان قَصِيّان([14])، وعند بشر من أقصى الحنك([15])، وعند أحمد مختار عمر من الطبق اللين مع مؤخر اللسان([16])، وعند سعد مصلوح من مؤخر اللسان مع الحنك اللين([17]).
يطلق علماء العربية على الحلق والبلعوم اسم” المَزْرد” بفتح الميم والراء وسكون الزاي بينهما([18])، ويبدو أن معجم” لسان العرب” عندما تعرض لمصطلح الحلق قصر وظيفته على عملية نقل الغذاء، فعرّفه بقوله:” الحلق مَساغ الطعام والشراب في المريء”([19])، وحذا حذوه مجمع اللغة العربية في القاهرة حين عرَّفه بأنه” جزءٌ من القناة الهضمية يوصل ما بين الفم والمريء، وهو مَساغ الطعام والشراب إلى المريء”، غير أنه- في هذا المقام- زاد عنه الإشارة إلى وظيفته الصوتية التي تتمثل في كونه مخرجاً لأصوات الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء([20])، وهي زيادةٌ لم يغفل عنها صاحب” لسان العرب” في مواضع أخرى([21]).
ومن حيث وظيفته الصوتية وجدنا جمهور علماء العربية يقسمون الحلق وفق قربه من الفم أو بعده عنه إلى ثلاثة أقسام: أقصى الحلق: أي آخره من جهة مصدر الصوت، ويختصونه بصوتي الهمزة والهاء، ووسطه: وينتجون منه صوتي العين والحاء، وأدناه: أي أقربه من جهة الفم، ويتشكل فيه عندهم صوتا الخاء والغين.
وإذا كان الحلق تجويفاً سماه بعض العلماء” الفراغ الحلقي” أو” التجويف الحلقي”، فإنه زيادة على قدرته في تمييز بعض الأصوات اللغوية التي تعرف بالأصوات الحلقية“Pharyngeal” ” يُستغل- بصفةٍ عامّة- كفراغٍ رنّانٍ يضخِّم بعض الأصوات بعد صدورها من الحنجرة”([22]).
7- الحنك: “Palate”
وهو الجزء الأعلى من تجويف الفم؛ لذا وجدنا العلماء يطلقون عليه هذه التسميات:” الحنك الأعلى” أو” سقف الحنك” أو” سقف الفم” “Roof of the mouth”، ويقسِّمه العلماء إلى:
أ- ” مُقدم الحنك” أو” الْلِثة” أو” أصول الأسنان العليا” “Alveoli” or “Teeth ridge”، وهو الجزء المُحَدَّب والمُحَزَّز الواقع خلف الأسنان العليا مباشرة.
ب- ” وسط الحنك” أو الحنك الصلب” “Hard palate”أو” الغار”، ويقال له:” الغار الأعلى” أيضا، ويقع خلف اللثة مباشرة، وهو يتخذ شكل القبة.
ج- ” مؤخر الحنك” أو” أقصى الحنك” أو” الطبق” أو” الحنك الرخو” “Velum”أو” الحنك اللين” “Soft palate”، وهو الجزء الخلفي من الحنك الصلب، وملاصقٌ للهاة هذا الجزء اللحمي المتدلي منه، والقريب من الحلق.
وللحنك أهميةٌ في تحديد ملامح كثيرٍ من أصوات العربية، خاصّةً وأنه يتلاقى واللسان- أكثر أعضاء جهاز النطق حركةً ومرونة- في مواضعَ مختلفة.
8- الْلَهاة: “Uvula”
وهي زائدةٌ لحميةٌ صغيرةٌ تتدلى في نهاية الطرف الخلفي إلى الحنك اللين ومهمتها الفسيولوجية إغلاق البلعوم الأنفي عن البلعوم الفموي في أثناء بلع الطعام، ولها أهميتها في إحداث صوت الغنَّة والصوت الأنفي، وهي تُشكِّل مع مؤخَّر اللسان نقطةَ اعتراضٍ للنَّفس الزفيري ينتج عنها بعض الأصوات اللغوية كصوت القاف في نطق قراء القرآن الكريم([23]).
9- اللسان: “Tongue” or “Lingua”
وهو من أعضاء الجهاز النطقي المهمة؛ حيث تمكِّنه مرونته من التحرك في كلِّ أنحاء الفم، والاشتراك مع أعضاءٍ أخرى فيه كالحنك والأسنان في تحديد كثيرٍ من أصوات اللغة، وهو لا يستقل بنطق صوتٍ معين.
ولأهميته في إصدار الأصوات سميت” اللغة” لساناً في كثيرٍ من اللغات، واستخدم العرب القدماء اللسانَ للدلالة على اللغة الفصيحة وخاطبهم القرآن بهذا المصطلح، ويذيع في أيامنا تسمية” علم اللغة” بـ” علم اللسان” أو” اللسانيات” أو” الألسنية” أو” علم الألسن”، وهناك كلية الألسن التي تُعنى بتدريس اللغات.
1- المنفذ الحَنْجري:
ويسمونه” البلعوم الحنجري” أو” الحلق الحنجري” “Laryngopharynx” أو” البلعوم السفلي” “Hypopharynx”، ويتمثل في جزء البلعوم السفلي المتصل بأعلى الحنجرة مباشرة.
2- المنفذ الفموي:
ويسمونه” البلعوم الفموي” أو” الحلق الفموي” “ Oropharynx”، أو” البلعوم الأوسط”“ Mesopharynx”، ويشكل وسط البلعوم، ويقع خلف تجويف الفم مباشرة.
3- المنفذ الأنفي:
ويسمونه” البلعوم الأنفي” أو” الحلق الأنفي” “ Nasopharynx”، أو” البلعوم العلوي” “ Epipharynx”، وهو يشكل البلعوم العلوي الذي يصله بالأنف، ويقع خلف منطقة سقف” الحنك الرخو”“ Softpalate”، التي تلتصق بها اللهاة “ Uvula”، هذا العضو الذي يتم به إغلاق” البلعوم الأنفي” في أثناء عملية مرور الغذاء عبر” البلعوم الفموي”؛ لذا فهي تشكل حداً فاصلاً بين هذين التجويفين.
وفي ضوء هذا التقسيم سنرى البلعوم يتأثر بالحنجرة ولسان المزمار والحنك الرخو واللهاة واللسان، وسنرى له دوراً مهماً في عملية إنتاج الأصوات، فهو بمثابة فراغ زنيني يعمل على تقوية الصوت بعد صعوده من الحنجرة، وهو مخرج لبعض الأصوات اللغوية، تعرف بالأصوات الحلقية “ Pharyngeal”، فقد اختصه القدماء مخرجاً لأصوات الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء، حيث جعلوا الهمزة والهاء من أقصاه، ونص ابن جني على أنهما من أسفل الحلق وأقصاه([6])، والعين والحاء من وسطه، والغين والخاء من أدناه من الفم، ونص السكاكي على أنهما من أدنى الحلق إلى اللسان([7])، وذكر ابن يعيش أن” الخاء أقرب إلى الفم من العين”([8]).
ولعلنا نفهم من نسبة علماء العربية القدماء للهمزة والهاء إلى” أقصى الحلق” أو” أسفله” أو” أقصاه” أنهم أثبتوا دور الحنجرة في نطق هذين الصوتين إلى الحلق؛ الأمر الذي قد يُستنتج منه أنهم أدخلوا الحنجرة في حيزه، كما إن نسبتهم للغين والخاء إلى أدنى الحلق من الفم أو إلى فوق وسطه مع أول الفم كما ذكر ابن جني([9])، أو إلى أدناه إلى اللسان عند السكاكي، وأن الخاء أقرب إلى الفم من الغين كما وضّح ابن يعيش يجعلنا نقول بأن الحلق عندهم يمتد ليشمل أعلى الحنجرة حتى أقصى تجويف الفم عند اللهاة ومؤخر اللسان، وأنهم بإشاراتهم إلى الفم وتخصيص بعضهم للسان فيه أدركوا دور اللسان والحنك اللين واللهاة في إنتاج الغين والخاء.
وإذا نظرنا إلى علماء العربية المحدثين فسنجد طائفة منهم تحاكي القدماء فيما ذهبوا إليه، وطائفة أخرى من علماء اللغة لا تبتعد كثيراً عنهم، وإن كانت أكثر دقة في تحديد حيز المخرج، حيث رأينا نسبة الهمزة والهاء إلى الحنجرة([10]) أو الوترين الصوتيين([11]) أو إلى المزمار([12]).
أما الغين والخاء فجاءت نسبتهما إلى الطبق أو الحنك اللين أو الرخو مع الإشارة إلى أثر اللسان فيهما أحيانا، فهي عند تمام حسان ورمضان عبد التواب طبقيان([13])، وعند السعران حنكيان قَصِيّان([14])، وعند بشر من أقصى الحنك([15])، وعند أحمد مختار عمر من الطبق اللين مع مؤخر اللسان([16])، وعند سعد مصلوح من مؤخر اللسان مع الحنك اللين([17]).
يطلق علماء العربية على الحلق والبلعوم اسم” المَزْرد” بفتح الميم والراء وسكون الزاي بينهما([18])، ويبدو أن معجم” لسان العرب” عندما تعرض لمصطلح الحلق قصر وظيفته على عملية نقل الغذاء، فعرّفه بقوله:” الحلق مَساغ الطعام والشراب في المريء”([19])، وحذا حذوه مجمع اللغة العربية في القاهرة حين عرَّفه بأنه” جزءٌ من القناة الهضمية يوصل ما بين الفم والمريء، وهو مَساغ الطعام والشراب إلى المريء”، غير أنه- في هذا المقام- زاد عنه الإشارة إلى وظيفته الصوتية التي تتمثل في كونه مخرجاً لأصوات الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء([20])، وهي زيادةٌ لم يغفل عنها صاحب” لسان العرب” في مواضع أخرى([21]).
ومن حيث وظيفته الصوتية وجدنا جمهور علماء العربية يقسمون الحلق وفق قربه من الفم أو بعده عنه إلى ثلاثة أقسام: أقصى الحلق: أي آخره من جهة مصدر الصوت، ويختصونه بصوتي الهمزة والهاء، ووسطه: وينتجون منه صوتي العين والحاء، وأدناه: أي أقربه من جهة الفم، ويتشكل فيه عندهم صوتا الخاء والغين.
وإذا كان الحلق تجويفاً سماه بعض العلماء” الفراغ الحلقي” أو” التجويف الحلقي”، فإنه زيادة على قدرته في تمييز بعض الأصوات اللغوية التي تعرف بالأصوات الحلقية“Pharyngeal” ” يُستغل- بصفةٍ عامّة- كفراغٍ رنّانٍ يضخِّم بعض الأصوات بعد صدورها من الحنجرة”([22]).
7- الحنك: “Palate”
وهو الجزء الأعلى من تجويف الفم؛ لذا وجدنا العلماء يطلقون عليه هذه التسميات:” الحنك الأعلى” أو” سقف الحنك” أو” سقف الفم” “Roof of the mouth”، ويقسِّمه العلماء إلى:
أ- ” مُقدم الحنك” أو” الْلِثة” أو” أصول الأسنان العليا” “Alveoli” or “Teeth ridge”، وهو الجزء المُحَدَّب والمُحَزَّز الواقع خلف الأسنان العليا مباشرة.
ب- ” وسط الحنك” أو الحنك الصلب” “Hard palate”أو” الغار”، ويقال له:” الغار الأعلى” أيضا، ويقع خلف اللثة مباشرة، وهو يتخذ شكل القبة.
ج- ” مؤخر الحنك” أو” أقصى الحنك” أو” الطبق” أو” الحنك الرخو” “Velum”أو” الحنك اللين” “Soft palate”، وهو الجزء الخلفي من الحنك الصلب، وملاصقٌ للهاة هذا الجزء اللحمي المتدلي منه، والقريب من الحلق.
وللحنك أهميةٌ في تحديد ملامح كثيرٍ من أصوات العربية، خاصّةً وأنه يتلاقى واللسان- أكثر أعضاء جهاز النطق حركةً ومرونة- في مواضعَ مختلفة.
8- الْلَهاة: “Uvula”
وهي زائدةٌ لحميةٌ صغيرةٌ تتدلى في نهاية الطرف الخلفي إلى الحنك اللين ومهمتها الفسيولوجية إغلاق البلعوم الأنفي عن البلعوم الفموي في أثناء بلع الطعام، ولها أهميتها في إحداث صوت الغنَّة والصوت الأنفي، وهي تُشكِّل مع مؤخَّر اللسان نقطةَ اعتراضٍ للنَّفس الزفيري ينتج عنها بعض الأصوات اللغوية كصوت القاف في نطق قراء القرآن الكريم([23]).
9- اللسان: “Tongue” or “Lingua”
وهو من أعضاء الجهاز النطقي المهمة؛ حيث تمكِّنه مرونته من التحرك في كلِّ أنحاء الفم، والاشتراك مع أعضاءٍ أخرى فيه كالحنك والأسنان في تحديد كثيرٍ من أصوات اللغة، وهو لا يستقل بنطق صوتٍ معين.
ولأهميته في إصدار الأصوات سميت” اللغة” لساناً في كثيرٍ من اللغات، واستخدم العرب القدماء اللسانَ للدلالة على اللغة الفصيحة وخاطبهم القرآن بهذا المصطلح، ويذيع في أيامنا تسمية” علم اللغة” بـ” علم اللسان” أو” اللسانيات” أو” الألسنية” أو” علم الألسن”، وهناك كلية الألسن التي تُعنى بتدريس اللغات.