نعم الله على الإنسان بنعمٍ كثيرةٍ لا يمكن إحصاؤها: منها ما سخرها لخدمته، ومنها ما جعلها في نفسه كنعمة اللغة وسيلته إلى الفهم والإفهام، وسبحان الله العلي العظيم حين جعل مصدر هذه النعمة إحدى نُفايات الإنسان؛ فالصوت الإنساني هواءٌ زفيريٌّ“Expiration” يمرُّ عبر مجموعةٍ من أعضاء جسم الإنسان تبدأ بالرئتين وتنتهي بالشفتين؛ ليتشكل بقدرة الله I أصواتاً وكلماتٍ وكلاما.
أطلق علماء الأصوات واللغة على هذه الأعضاء التي تشترك في عملية إنتاج الصوت أو الكلام اسم” الجهاز النطقي” أو” الجهاز الصوتي” “Speech organs” or “Vocal apparatus”، وهي:
1- الرئتان: “Lungs”
وهي مصدر الهواء اللازم لإنتاج الصوت، وبغيرها لا يكون الكلام بل لا تكون حياة الإنسان.
2- القصبة الهوائية: “Wind pipe” or “Trachea”
وتُسمى أيضا” قصبة الرئة”، وأطلق عليها العرب القدماء اسم” الحُلْقوم”، وهي ممرٌّ يصل الرئة بالحَنْجرة، وتتكون من حَلَقاتٍ غضروفيّةٍ ناقصةِ الاستدارة تجعلها بمثابة غرفةِ رنينٍ تؤثر في درجة الصوت.
3- الحَنْجَرة: “Larynx”
وهي بفتح الحاء والجيم والراء وسكون النون، وذكرت العرب أيضاً فيها” الحُنْجور” وجمعه حَنْجَر، وقيل: الحنجرة رأس الغَلْصَمَة، وقيل: جوف الحلقوم([1])، وتقع مباشرةً في أعلى القصبة الهوائية، وأسفل الحلق، وهي حجرةٌ ذات اتساعٍ تتكون من غضاريف، وفيها تفاحة آدم“Adams Apple” هذا الجزء البارز في الرقبة، وهو في الرَّجُل أكثر منه بروزاً في المرأة، إذ لا يكاد يُرى فيها.
4- الحبلان الصوتيان: “Vocal chords” or” Vocal bands”
ويُطلق عليهما أيضا:” الوتران الصوتيان” و” الشفتان الصوتيتان” و” الطيتان الصوتيتان”، وهما اثنان ليس غير، أما الحديث عنهما بصيغة الجمع في كتب الأصوات واللغة فلعل مرجعه إلى الترجمة، حيث عدم وجود صيغة التثنية في اللغة الإنجليزية التي غَلَبَت الترجمة منها إلى العربية في العصر الحديث.
يوجد الحبلان في الحنجرة، وهما يلتقيان معاً من الأمام عند تفاحة آدم، ومن الخلف يُربط كلٌّ منهما بأحد الغضروفين الهَرَمِيَّيْن، إذْ هما بمثابة وَتِدَين منفصلين قادرين على الحركة؛ الأمر الذي يُمكِّنهما من الحركة واتخاذهما أوضاعاً مختلفةً تسمح لهما بالتقارب أو التباعد؛ الأمر الذي يؤثر في كمية الزفير المحصور بينهما ويترك أثره في عملية هزهزة الحبلين أساس عملية التصويت.
وعلى هذا يمكن القول بأهمية الحَنجرة في عملية إصدار الصوت، فهي فضلاً عن أثرها الفعّال في إبراز الصوت تَلْتَقِفُ الزفير الوارد من الرئتين عبر القصبة الهوائية؛ لتؤثر به من خلال غضاريفها على حركة الحبلين اللذين لاهتزازهما تبدأ عملية تشكيل الصوت الإنساني؛ وعلى هذا فإنَّ تَعَطُّلَ عملهما في الإنسان يعني تعطُّلَ لغته.
على أن الذي نود اللفت إليه في هذا المقام هو أن القول بإصدار الصوت لا يعني تحديده، فهناك أعضاءٌ أخرى تقوم بعملية التمييز بين أصوات لغة الإنسان، حيث تتشكل فيها ملامح الصوت اللغوي التي تميزه عن غيره.
5- لسان المزمار: “Epiglottis”
هناك فرقٌ بين”المزمار” و” لسان المزمار”؛ فالمزمار“Glottis” هو هذه الفرجة التي بين الحبلين الصوتيين، أو إن شئت فقل: هو الفراغ المثلث المحصور بينهما، ويُسمى أيضاً بـ” فراغ الحَنجرة”.
أما” لسان المزمار” ويُسمى أحياناً” طَبَق رأس القصبة” أو” الغَلْصَمَة”؛ فهو غضروفٌ مطاطيٌّ مثلثُ الشكل يُشْبه ورقة الشجرة، يقع في أعلى غضاريف الحنجرة فوق” المزمار”؛ ليكون بمثابة حاجزٍ أو صمامِ أمانٍ وظيفتهُ حماية طريق التنفس في أثناء عملية بلع الطعام، حيث يَسدُّ فتحة المزمار حين مرور الطعام.
وإذا كان نفرٌ من اللغويين قد قصر عمل” لسان المزمار” على هذه الوظيفة الفسيولوجية كالدكتور إبراهيم أنيس والدكتور محمود السعران والدكتور كمال بشر والدكتور رمضان عبد التواب([2]) فإن هناك من يُثبت له وظيفةً في عملية إنتاج بعض الأصوات كالدكتور عبد الرحمن أيوب الذي يذكر أنه يؤثر” على نوع الحركات، فهو يُجذَب إلى الخلف عند النطق بالفتحة الموجودة في كلمة( طالب)، والضمة الموجودة في كلمة( صورة)، ويُجْذَب إلى الأمام عند النطق بالحركتين الموجودتين في الكلمتين( مين) و( فين) المصرية”([3]).
ويذكر الأستاذ محمد الأنطاكي أن لسان المزمار يتدخل” في عملية التصويت، ولا سيما أصوات الحلق كالعين مثلا”([4])، وكذلك الأمر عند الدكتور سعد مصلوح الذي يذكر أنه” يسهم في تكييف الرنين بما يُحدثه من تغييرٍ في حجم فراغ الحنجرة، أما أهميته بالنسبة للتصويت أو الجهر فما تزال- كما يذكر- موضع النظر”([5]).
6- الحلْق: “Pharynx”
وهو العنصر المعروف عند كثير من المحدثين بـ” البلعوم” أيضا، وهو عبارةٌ عن قناةٍ عضليةٍ مثبتةٍ في الخلف بفقرات العنق في العمود الفقري، وتمتد من أعلى الحنجرة مباشرةً لتتفرع في أعلاها إلى فرعين أو منفذين يتصل أحدهما بالفم، والآخر بالأنف؛ لذا فإن الحلق أو البلعوم يشكل عضواً مشتركاً لمرور الغذاء والهواء في الجهازين الهضمي والتنفسي.
يقوم البلعوم من خلال منفذه إلى الفم بعملية بلع الطعام، ونقله إلى المريء الذي يقوم بتوصيله إلى بقية أعضاء الجهاز الهضمي Digestive system لتتولى عملية هضمه وتصريفه.
أما دوره في الجهاز التنفسي Respiratory system- وهو الذي يهمنا أمره في هذا المقام- فيتمثل في عملية نقل الهواء المتجه من الحنجرة إلى الفم أو الأنف أو العكس؛ حيث يقوم بدور فعال في عمليتي” الشهيق Inspiration” و” الزفير Expiration“: يرسل الهواء الشهيقي إلى الحنجرة ليمر من خلالها عبر القصبة الهوائية ليصل إلى الرئتين مركز تجمعه، كما يستقبله زفيراً منها ليرسله إلى الفم أو الأنف.
وإذا كان الحلق أو البلعوم ممراً مشتركاً للهواء والطعام فإنّ هناك عضوين فاعلين يساعدانه في أداء هاتين الوظيفتين دون الإخلال بنتيجة أيٍّ منهما، وهما: اللهاة ولسان المزمار، سنتحدث عنهما فيما بعد.
أطلق علماء الأصوات واللغة على هذه الأعضاء التي تشترك في عملية إنتاج الصوت أو الكلام اسم” الجهاز النطقي” أو” الجهاز الصوتي” “Speech organs” or “Vocal apparatus”، وهي:
1- الرئتان: “Lungs”
وهي مصدر الهواء اللازم لإنتاج الصوت، وبغيرها لا يكون الكلام بل لا تكون حياة الإنسان.
2- القصبة الهوائية: “Wind pipe” or “Trachea”
وتُسمى أيضا” قصبة الرئة”، وأطلق عليها العرب القدماء اسم” الحُلْقوم”، وهي ممرٌّ يصل الرئة بالحَنْجرة، وتتكون من حَلَقاتٍ غضروفيّةٍ ناقصةِ الاستدارة تجعلها بمثابة غرفةِ رنينٍ تؤثر في درجة الصوت.
3- الحَنْجَرة: “Larynx”
وهي بفتح الحاء والجيم والراء وسكون النون، وذكرت العرب أيضاً فيها” الحُنْجور” وجمعه حَنْجَر، وقيل: الحنجرة رأس الغَلْصَمَة، وقيل: جوف الحلقوم([1])، وتقع مباشرةً في أعلى القصبة الهوائية، وأسفل الحلق، وهي حجرةٌ ذات اتساعٍ تتكون من غضاريف، وفيها تفاحة آدم“Adams Apple” هذا الجزء البارز في الرقبة، وهو في الرَّجُل أكثر منه بروزاً في المرأة، إذ لا يكاد يُرى فيها.
4- الحبلان الصوتيان: “Vocal chords” or” Vocal bands”
ويُطلق عليهما أيضا:” الوتران الصوتيان” و” الشفتان الصوتيتان” و” الطيتان الصوتيتان”، وهما اثنان ليس غير، أما الحديث عنهما بصيغة الجمع في كتب الأصوات واللغة فلعل مرجعه إلى الترجمة، حيث عدم وجود صيغة التثنية في اللغة الإنجليزية التي غَلَبَت الترجمة منها إلى العربية في العصر الحديث.
يوجد الحبلان في الحنجرة، وهما يلتقيان معاً من الأمام عند تفاحة آدم، ومن الخلف يُربط كلٌّ منهما بأحد الغضروفين الهَرَمِيَّيْن، إذْ هما بمثابة وَتِدَين منفصلين قادرين على الحركة؛ الأمر الذي يُمكِّنهما من الحركة واتخاذهما أوضاعاً مختلفةً تسمح لهما بالتقارب أو التباعد؛ الأمر الذي يؤثر في كمية الزفير المحصور بينهما ويترك أثره في عملية هزهزة الحبلين أساس عملية التصويت.
وعلى هذا يمكن القول بأهمية الحَنجرة في عملية إصدار الصوت، فهي فضلاً عن أثرها الفعّال في إبراز الصوت تَلْتَقِفُ الزفير الوارد من الرئتين عبر القصبة الهوائية؛ لتؤثر به من خلال غضاريفها على حركة الحبلين اللذين لاهتزازهما تبدأ عملية تشكيل الصوت الإنساني؛ وعلى هذا فإنَّ تَعَطُّلَ عملهما في الإنسان يعني تعطُّلَ لغته.
على أن الذي نود اللفت إليه في هذا المقام هو أن القول بإصدار الصوت لا يعني تحديده، فهناك أعضاءٌ أخرى تقوم بعملية التمييز بين أصوات لغة الإنسان، حيث تتشكل فيها ملامح الصوت اللغوي التي تميزه عن غيره.
5- لسان المزمار: “Epiglottis”
هناك فرقٌ بين”المزمار” و” لسان المزمار”؛ فالمزمار“Glottis” هو هذه الفرجة التي بين الحبلين الصوتيين، أو إن شئت فقل: هو الفراغ المثلث المحصور بينهما، ويُسمى أيضاً بـ” فراغ الحَنجرة”.
أما” لسان المزمار” ويُسمى أحياناً” طَبَق رأس القصبة” أو” الغَلْصَمَة”؛ فهو غضروفٌ مطاطيٌّ مثلثُ الشكل يُشْبه ورقة الشجرة، يقع في أعلى غضاريف الحنجرة فوق” المزمار”؛ ليكون بمثابة حاجزٍ أو صمامِ أمانٍ وظيفتهُ حماية طريق التنفس في أثناء عملية بلع الطعام، حيث يَسدُّ فتحة المزمار حين مرور الطعام.
وإذا كان نفرٌ من اللغويين قد قصر عمل” لسان المزمار” على هذه الوظيفة الفسيولوجية كالدكتور إبراهيم أنيس والدكتور محمود السعران والدكتور كمال بشر والدكتور رمضان عبد التواب([2]) فإن هناك من يُثبت له وظيفةً في عملية إنتاج بعض الأصوات كالدكتور عبد الرحمن أيوب الذي يذكر أنه يؤثر” على نوع الحركات، فهو يُجذَب إلى الخلف عند النطق بالفتحة الموجودة في كلمة( طالب)، والضمة الموجودة في كلمة( صورة)، ويُجْذَب إلى الأمام عند النطق بالحركتين الموجودتين في الكلمتين( مين) و( فين) المصرية”([3]).
ويذكر الأستاذ محمد الأنطاكي أن لسان المزمار يتدخل” في عملية التصويت، ولا سيما أصوات الحلق كالعين مثلا”([4])، وكذلك الأمر عند الدكتور سعد مصلوح الذي يذكر أنه” يسهم في تكييف الرنين بما يُحدثه من تغييرٍ في حجم فراغ الحنجرة، أما أهميته بالنسبة للتصويت أو الجهر فما تزال- كما يذكر- موضع النظر”([5]).
6- الحلْق: “Pharynx”
وهو العنصر المعروف عند كثير من المحدثين بـ” البلعوم” أيضا، وهو عبارةٌ عن قناةٍ عضليةٍ مثبتةٍ في الخلف بفقرات العنق في العمود الفقري، وتمتد من أعلى الحنجرة مباشرةً لتتفرع في أعلاها إلى فرعين أو منفذين يتصل أحدهما بالفم، والآخر بالأنف؛ لذا فإن الحلق أو البلعوم يشكل عضواً مشتركاً لمرور الغذاء والهواء في الجهازين الهضمي والتنفسي.
يقوم البلعوم من خلال منفذه إلى الفم بعملية بلع الطعام، ونقله إلى المريء الذي يقوم بتوصيله إلى بقية أعضاء الجهاز الهضمي Digestive system لتتولى عملية هضمه وتصريفه.
أما دوره في الجهاز التنفسي Respiratory system- وهو الذي يهمنا أمره في هذا المقام- فيتمثل في عملية نقل الهواء المتجه من الحنجرة إلى الفم أو الأنف أو العكس؛ حيث يقوم بدور فعال في عمليتي” الشهيق Inspiration” و” الزفير Expiration“: يرسل الهواء الشهيقي إلى الحنجرة ليمر من خلالها عبر القصبة الهوائية ليصل إلى الرئتين مركز تجمعه، كما يستقبله زفيراً منها ليرسله إلى الفم أو الأنف.
وإذا كان الحلق أو البلعوم ممراً مشتركاً للهواء والطعام فإنّ هناك عضوين فاعلين يساعدانه في أداء هاتين الوظيفتين دون الإخلال بنتيجة أيٍّ منهما، وهما: اللهاة ولسان المزمار، سنتحدث عنهما فيما بعد.