لا حاجة للوقوف عند حال مجتمعنا و تبيان ما هو عليه اليوم و المشاكل التي هي منتشرة و آخذة بالانتشار و طائلة أغلب فئات المجتمع و في طريقها لمن لم تصل له , حتى بات المجتمع متوقف و مستسلم لهذه الظواهر التي نراها و لا نرى من ينهى عنها او يحزم في مثل هذه المشاكل , و لاصلاح وضع المجتمع المحسوب على أنه مجتمع محافظ يجب علينا اقتلاع الشر من أساسه , من يريد بناء منزل جديد مكان المنزل القديم عليه أن يهدم القديم اولاً لتبقى الأرض خالية لبناء قواعد البناء القوية, و قد تبين للناس بعد دراسة الاوضاع ان المشاكل كلها اخلاقية! معرفة الأسباب هي الخطوة الأولى لنتبعها بخطوات للاصلاح لهذا أطرح بين أيديكم جانباً للتذكير و محاولة توضيح العلاقة بين الأخلاق و بين مشاكلنا.
كلنا يعلم أن الأمراض قد تكون اما جسدية أو نفسية ( قلبية , روحية ) , الأمراض البدنية دائماً ما يشعر بها الانسان و تكون غير مرغوب فيها , لذلك يسعى المريض لرؤية الطبيب و دعاء ربه لشفاء سقمه و تمني زوال المرض باسرع وقت , أما المرض النفسي غالباً ما يكون غامضاً بالنسبة للمريض فلا يشعر و لا يدري عن نفسه و لا يبادر المريض الى رؤية طبيب بنفسه الى ان يأخذه أحد اقربائه الى المشفى , و هناك من الأمراض ما تكون غير ظاهرة للآخرين موافقة لهوى النفس فلا يدري عنها الانسان بل قد تعجبه هذه الأمراض, و الجدير بالذكر أنه كما ان الانسان يرث الامراض البدنية من آبائه أو يكون مستعد وراثياً للاصابة بالمرض كذلك أيضاً بالنسبة للأمراض الروحية.
نأخذ مثالاً على مريض نفسي : صدام اللعين كان و لا زال مريضاً نفسياً , لم يلتفت الى انه مريض ليعالج نفسه و ذلك لأن مرضه قلبي موافق لهوى نفسه الأمارة بالسوء و موافق لرضى الشياطين , مع ما كل ما له من اموال -نهبها ظلما-ً لم يستقدم قط طبيباً بارعاً للعلاج النفسي و استمر بقتل الأبرياء و التلذذ بالجرائم و الرذائل حتى أراه الله منزلته في الدنيا قبل الآخرة, يتضح لنا أن المرض الروحي خافي عن الانسان
اذا كانت أعضاء الجسد متمثلة في اليدين و الرجلين و الرأس بما فيه من عين و أذن و غيرها من الأعضاء البدنية مثل الرئى و الكبد , فماهي أعضاء الروح -ان صح وصفها بالاعضاء لانها ما يملأ و يحشو الروح- التي قد تعتل ؟
الغرور , الكِبر , الشراهة الشهوية , الغضب, الغدر, الحسد , اللغو , الغيرة بعض من هذه الأعضاء أو ما تحويه الروح باطنياً.
الأمراض النفسية أخطر من الجسدية علاجاً و عاقبةً , ذلك أنها قد تودي بالانسان دون أن يدري الى هاوية عميقة نهاية المطاف و انكسار لا يمكن جبره في الدنيا و صدام كان مثالاً , او عذاب أليم في الآخرة و ذلك أن أعمال المعجبين بأنفسهم لا تُقبل فيصل الانسان يوم الحساب مُفلس! ليعتلي الانسان درجات في الجنة عليه ان يتطهر من هذه الأمراض و الصفات الروحية الخبيثة و يأتي الله بروح طاهرة فالله عزّ و علا يقول : (( الا من اتى الله بقلب سليم )) و يقول الامام علي (ع) موضحاً أن الامراض الروحية أخطر من البدنية في احدى خطبه : ( ألا و ان من البلاء الفاقة , و أشد من الفاقة مرض البدن , و أشد من مرض البدن مرض القلب , ألا وإن من النعم سعة المال ، وأفضل من سعة المال صحة البدن ، وأفضل من صحة البدن تقوى القلب) ,و شبه الامام علي الانسان بالوعاء لهذا علينا أن نملأ هذا الوعاء بما هو خير من مكارم الأخلاق و تطويق لحدود غرائزنا بالعلم النافع عوضاً عن اطلاق شهواتنا و اتصافنا بأخلاق سيئة فنكون مرضى و لكن لا تستقبلنا المستشفيات الطبية , علينا ان نتعرف الى هذه الأمراض الخفية اولاً لنحاول القضاء عليها من مجتمعنا اذا ما كنا مُبتلين نحن بها , فمجتمعنا اليوم بما فيه من مشاكل تدمي القلب أغلبها روحية أخلاقية و ان قلنا سببها الفراغ الفكري فلا بد أن يكون الفكر جزء من الروح! لازالة المشاكل المجتمعية الحالية لا بد من اقتلاعها من أساسها و الأساس هو تزكية النفس و التخلص من المأراض الروحية للأفراد التي تمنع من التعاون الجماعي النافع.
أضع هنا عرضاً موجزاً لبعض امراض القلب او لنقل امراض الروح لئلا تتشابه علينا المصطلحات الطبية , حقيقةً أنها أخلاقيات و لكن يجب علينا الا ننسى ان الكثير منا ينسى نفسه و قد يكون هو مُبتلى بشيء من هذه الأمراض بدرجات تختلف من فرد لآخر , لكي يسمع الشاب المنحرف كلام الناصحين عليه ان يتخلص من كبريائه و عناده علّه يهتدي الى الرشاد , و للمرأة أيضاً ( نصف المجتمع و المربي للنصف الآخر ) مثل ما على الرجل بل أكثر لأنها جوهرة المجتمع , التعرف على الأخلاقيات ( التشخيص) هي الخطوة الأولى يتبعها التطهير و تزكية النفس ( العلاج).
-الكبرياء
الكبرياء من الرذائل الاجتماعية الخطيرة , يتعالى فيها أناس على أناس فيكون المجتمع ضعيف و الصلة بين الأفراد مهلهلة , الاعجاب بالنفس ما هي الا شكلاً للتكبر , و غير هذه المشكلة أن المتكبر يتعامى عن نقائصه و أخطائه و عيوبه و لا يقبل الا مدحه , تقوم القيامة اذا انتقدته و لا يقبل النصيحة أو التوجيهات و يكابر و يعاند و يمتنع عن الالتزام بالحق و العدل , و الكبر يقود الى سوء المقر , يقود الانسان الى نار جهنم , الكبرياء هو أساس ما نحن فيه من بلاء و فتنة في الأرض لولا رفض ابليس السجود لأدم بسبب تكبره لما كان ابليس اليوم معنا في هذه الحياة همه اغوائنا , الكبر يصرف العقل عن سلوك الطريق الصحيح , يقول الله تعالى : (( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق و ان يروا كل آية لا يؤمنوا بها , و ان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً , و ان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا )) و يقول الامام جعفر الصادق (ع) : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) , فكم من متكبر لا يدري عن نفسه ؟ مجتمعنا به الكثير من المتكبرين و لا يدرون عن انفسهم بأشكال و درجات مختلفة , يظنون انهم مصيبون دائماً او ان ما فعلوه صحيح و ان نبهه أحد الى خطأ لا يتفكر بل سيصر عامداً و يستمر بالمعصية و الخطأ و يلقي أعذاراً ليجعل من نفسه مُصيباً و ان لم يستطع القاء الأعذار سيقنع نفسه بالخطأ, سيخدع نفسه الى ان يكون شيطاناً على هيئة بشر و لا يدري عن نفسه , و مثال الآباء الظالمين لزوجاتهم و وِلدهم بارز في المجتمع و كذلك النساء ممن لا يصن حجابهن لامتناعهن عن تطبيق الأحكام الشرعية -حتى على حكم الله يتكبرون- و غيرها من الأمثلة التي يجب علينا التفكر فيها أكثر.
-الحسد
الحسد نكد الحياة , من يشقي نفسه و يجعل همه النظر الى غيره ليتمنى زوال تلك النعمة عنه حقاً حياته متعبة و شاقة , عمل مُتعب! و الحسود هو انسان فاشل يفتقد الى الثقة بنفسه و يستشعر العجز فلا يقدم شيئاً للمجتمع و يكون عديم النفع متقاعساً عن أداء اعماله , اذا تفشى الحسد في المجتمع ننتهي بمجتمع يكره فيه الآخرون لبعضهم و يظل المجتمع متخلف مشوب بالمشاكل الاجتماعية و الخُلُقية , بذلك يخسر الحسود دنياه و آخرته و يقول الامام الصادق في الحاسد : (الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب) , و ما للحسد من آثار في تفشي الحقد و البغضاء واضحة في المجتمع لا تحتاج الى تبيان و الواجب علينا معالجة حالات الحسد ليزيد عدد النافعين في المجتمع, و لنتبه أنّ الحسد لا يعني مجرد تمني زوال النعمة قد يصل الى الفعل كالسرقة او حرق ما للآخرين.
كلنا يعلم أن الأمراض قد تكون اما جسدية أو نفسية ( قلبية , روحية ) , الأمراض البدنية دائماً ما يشعر بها الانسان و تكون غير مرغوب فيها , لذلك يسعى المريض لرؤية الطبيب و دعاء ربه لشفاء سقمه و تمني زوال المرض باسرع وقت , أما المرض النفسي غالباً ما يكون غامضاً بالنسبة للمريض فلا يشعر و لا يدري عن نفسه و لا يبادر المريض الى رؤية طبيب بنفسه الى ان يأخذه أحد اقربائه الى المشفى , و هناك من الأمراض ما تكون غير ظاهرة للآخرين موافقة لهوى النفس فلا يدري عنها الانسان بل قد تعجبه هذه الأمراض, و الجدير بالذكر أنه كما ان الانسان يرث الامراض البدنية من آبائه أو يكون مستعد وراثياً للاصابة بالمرض كذلك أيضاً بالنسبة للأمراض الروحية.
نأخذ مثالاً على مريض نفسي : صدام اللعين كان و لا زال مريضاً نفسياً , لم يلتفت الى انه مريض ليعالج نفسه و ذلك لأن مرضه قلبي موافق لهوى نفسه الأمارة بالسوء و موافق لرضى الشياطين , مع ما كل ما له من اموال -نهبها ظلما-ً لم يستقدم قط طبيباً بارعاً للعلاج النفسي و استمر بقتل الأبرياء و التلذذ بالجرائم و الرذائل حتى أراه الله منزلته في الدنيا قبل الآخرة, يتضح لنا أن المرض الروحي خافي عن الانسان
اذا كانت أعضاء الجسد متمثلة في اليدين و الرجلين و الرأس بما فيه من عين و أذن و غيرها من الأعضاء البدنية مثل الرئى و الكبد , فماهي أعضاء الروح -ان صح وصفها بالاعضاء لانها ما يملأ و يحشو الروح- التي قد تعتل ؟
الغرور , الكِبر , الشراهة الشهوية , الغضب, الغدر, الحسد , اللغو , الغيرة بعض من هذه الأعضاء أو ما تحويه الروح باطنياً.
الأمراض النفسية أخطر من الجسدية علاجاً و عاقبةً , ذلك أنها قد تودي بالانسان دون أن يدري الى هاوية عميقة نهاية المطاف و انكسار لا يمكن جبره في الدنيا و صدام كان مثالاً , او عذاب أليم في الآخرة و ذلك أن أعمال المعجبين بأنفسهم لا تُقبل فيصل الانسان يوم الحساب مُفلس! ليعتلي الانسان درجات في الجنة عليه ان يتطهر من هذه الأمراض و الصفات الروحية الخبيثة و يأتي الله بروح طاهرة فالله عزّ و علا يقول : (( الا من اتى الله بقلب سليم )) و يقول الامام علي (ع) موضحاً أن الامراض الروحية أخطر من البدنية في احدى خطبه : ( ألا و ان من البلاء الفاقة , و أشد من الفاقة مرض البدن , و أشد من مرض البدن مرض القلب , ألا وإن من النعم سعة المال ، وأفضل من سعة المال صحة البدن ، وأفضل من صحة البدن تقوى القلب) ,و شبه الامام علي الانسان بالوعاء لهذا علينا أن نملأ هذا الوعاء بما هو خير من مكارم الأخلاق و تطويق لحدود غرائزنا بالعلم النافع عوضاً عن اطلاق شهواتنا و اتصافنا بأخلاق سيئة فنكون مرضى و لكن لا تستقبلنا المستشفيات الطبية , علينا ان نتعرف الى هذه الأمراض الخفية اولاً لنحاول القضاء عليها من مجتمعنا اذا ما كنا مُبتلين نحن بها , فمجتمعنا اليوم بما فيه من مشاكل تدمي القلب أغلبها روحية أخلاقية و ان قلنا سببها الفراغ الفكري فلا بد أن يكون الفكر جزء من الروح! لازالة المشاكل المجتمعية الحالية لا بد من اقتلاعها من أساسها و الأساس هو تزكية النفس و التخلص من المأراض الروحية للأفراد التي تمنع من التعاون الجماعي النافع.
أضع هنا عرضاً موجزاً لبعض امراض القلب او لنقل امراض الروح لئلا تتشابه علينا المصطلحات الطبية , حقيقةً أنها أخلاقيات و لكن يجب علينا الا ننسى ان الكثير منا ينسى نفسه و قد يكون هو مُبتلى بشيء من هذه الأمراض بدرجات تختلف من فرد لآخر , لكي يسمع الشاب المنحرف كلام الناصحين عليه ان يتخلص من كبريائه و عناده علّه يهتدي الى الرشاد , و للمرأة أيضاً ( نصف المجتمع و المربي للنصف الآخر ) مثل ما على الرجل بل أكثر لأنها جوهرة المجتمع , التعرف على الأخلاقيات ( التشخيص) هي الخطوة الأولى يتبعها التطهير و تزكية النفس ( العلاج).
-الكبرياء
الكبرياء من الرذائل الاجتماعية الخطيرة , يتعالى فيها أناس على أناس فيكون المجتمع ضعيف و الصلة بين الأفراد مهلهلة , الاعجاب بالنفس ما هي الا شكلاً للتكبر , و غير هذه المشكلة أن المتكبر يتعامى عن نقائصه و أخطائه و عيوبه و لا يقبل الا مدحه , تقوم القيامة اذا انتقدته و لا يقبل النصيحة أو التوجيهات و يكابر و يعاند و يمتنع عن الالتزام بالحق و العدل , و الكبر يقود الى سوء المقر , يقود الانسان الى نار جهنم , الكبرياء هو أساس ما نحن فيه من بلاء و فتنة في الأرض لولا رفض ابليس السجود لأدم بسبب تكبره لما كان ابليس اليوم معنا في هذه الحياة همه اغوائنا , الكبر يصرف العقل عن سلوك الطريق الصحيح , يقول الله تعالى : (( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق و ان يروا كل آية لا يؤمنوا بها , و ان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً , و ان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا )) و يقول الامام جعفر الصادق (ع) : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) , فكم من متكبر لا يدري عن نفسه ؟ مجتمعنا به الكثير من المتكبرين و لا يدرون عن انفسهم بأشكال و درجات مختلفة , يظنون انهم مصيبون دائماً او ان ما فعلوه صحيح و ان نبهه أحد الى خطأ لا يتفكر بل سيصر عامداً و يستمر بالمعصية و الخطأ و يلقي أعذاراً ليجعل من نفسه مُصيباً و ان لم يستطع القاء الأعذار سيقنع نفسه بالخطأ, سيخدع نفسه الى ان يكون شيطاناً على هيئة بشر و لا يدري عن نفسه , و مثال الآباء الظالمين لزوجاتهم و وِلدهم بارز في المجتمع و كذلك النساء ممن لا يصن حجابهن لامتناعهن عن تطبيق الأحكام الشرعية -حتى على حكم الله يتكبرون- و غيرها من الأمثلة التي يجب علينا التفكر فيها أكثر.
-الحسد
الحسد نكد الحياة , من يشقي نفسه و يجعل همه النظر الى غيره ليتمنى زوال تلك النعمة عنه حقاً حياته متعبة و شاقة , عمل مُتعب! و الحسود هو انسان فاشل يفتقد الى الثقة بنفسه و يستشعر العجز فلا يقدم شيئاً للمجتمع و يكون عديم النفع متقاعساً عن أداء اعماله , اذا تفشى الحسد في المجتمع ننتهي بمجتمع يكره فيه الآخرون لبعضهم و يظل المجتمع متخلف مشوب بالمشاكل الاجتماعية و الخُلُقية , بذلك يخسر الحسود دنياه و آخرته و يقول الامام الصادق في الحاسد : (الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب) , و ما للحسد من آثار في تفشي الحقد و البغضاء واضحة في المجتمع لا تحتاج الى تبيان و الواجب علينا معالجة حالات الحسد ليزيد عدد النافعين في المجتمع, و لنتبه أنّ الحسد لا يعني مجرد تمني زوال النعمة قد يصل الى الفعل كالسرقة او حرق ما للآخرين.