نظرية فرويد في التحليل النفسي (1 )
استغرق تطوير نظرية فرويد مدة تزيد عن الخمسين عاما ( 1886- 1939)، حيث تناول فرويد خلال عمره
المديد كثيرا من الأفكار والتي استمر في تطويرها والتنازل عن بعضها وتأكيد بعضها الآخر في فترات لاحقة،
ولقد توفي وهو يطور في نظريته ، ويمكن تلخيص التطور التاريخي للنظرية في :
1. مرحلة الإعداد 1886- 1895 :
تشمل دراسته الطبية والفلسفية ثم عمله مع المشتغلين بالعلاج النفسي ومنهم بروير و شيركوه ويتمثل أن العوامل المؤثرة في فكره خلال هذه الفترة في خلفيته الطبية، تأثره بالاتجاه الفلسفي العقلي، و كشفة من خلال العمل مع بروير لأهمية الخبرات الجنسية المؤلمة .
وكان من أهم المنتجات النظرية في هذه المرحلة ما يلي:
تأثره باعتقاد بروير بان الاضطرابات الانفعالية المؤلمة هي أساس الاضطرابات الهستيرية.
استخدام التنويم المغناطيسي ونجاحه المحدود فيه وارتباطه بكثير من المشكلات.
اكتشاف أهمية التنفيس الانفعالي ، وتطويره كبديل للتنويم المغناطيسي.
من خلال علاج بعض الحالات الهستيرية، وصل فرويد إلى قناعة بأن الخبرات الانفعالية المؤلمة المؤدية إلى الاضطرابات الهستيرية ترتبط بخبرات جنسية مؤلمة في الطفولة. ووصل إلى فكرة (الإغواء الجنسي Sexual Seduction التي عدل عنها فيما بعد)، هذه الأفكار مهدت لنظريته في الجنس في المراحل التالية .
2. مرحلة التحليل النفسي لذاته وما أسفرت عنه من تعديلات في أفكاره الأولى (1895- 1899 )
ولعل من أهم المنتجات النظرية في هذه المرحلة ما يلي:
وصوله إلى قناعة تامة بنظرية الجنسية الطفولية.
تحديد مراحل النمو النفس- جنسي.
تحديد للمركبات الأوديبية في مرحلة الطفولة المبكرة المرحلة الأوديبية أوPhallic Stage .
وصوله إلى فكرة اضطراب النمو بالثبات أو النكوص .
3. مرحلة اشتغاله بتفسير الأحلام ومنتجات نظرية جديدة ( 1900 - 1914 ) :
توصل الى نظريته في الاحلام مؤكدا الوظيفة الديناميكية لها والمتمثلة في التنفيس الانفعالي وخفض درجة القلق الناتجة عن الصراعات اللاشعورية كنتيجة لضغوط الأنا المؤكدة لضرورة إبقاء الخبرات المؤلمة في حيز اللاشعور، يكون تعبير الاحلام غير مباشر، و ذلك من خلال اشتماله على معنى ظاهر هو ما يمكن للفرد استرجاعه شعوريا , وهي متضاربة وغير منطقية ومشوهة أحيانا ، ومعنى باطن (خفي) يشير إلى الرغبات اللاشعورية . و يحدث التشويه في محتويات الحلم عن طريق ميكانزمات دفاعية أو نظام الرقابة اللاشعوري Censorship System حيث يعمل على منع خروج الرغبات المكبوتة إلى الوعي بع اليقظة ، ويتم تشويه الحلم بعدد من الميكانزمات تشمل :
1. التركيز Condensation ،
2. التحويل أو الإبدال Replacement ،
3. التمثيل البصري Visual Representation
4. المراجعة الثانوية . Secondary review
على اعتبار أن للأحلام وظيفة اشباعية وتنفيسية، يرى فرويد أن الأحلام ذات طبيعة نكوصية ونعني بذلك
ارتباطها بخبرات الطفولة و الرغبات المكبوتة والمؤلمة والمرتبطة بالجنس والعدوان في الغالب. حيث يحقق الحلم إشباعا أو تنفيسا محدودا نتيجة لنظام الرقابة.
لا يتناقض ما يراه فرويد من أن للأحلام وظيفة اشباعية أو تنفسية، حيث أن الإشباع ليس بالضرورة أن
يرتبط باللذة (الجنس)، و عليه يفسر فرويد الأحلام التي لا تؤدي إلى اللذة بأنها ترتبط بغريزة العدوان ،
كما أنها قد تعمل كميكانزم لتشويه الحلم و إخفاء الرغبات من الظهور للوعي .
هذه النتائج أكدت لفرويد افتراضاته السابقة عن أهمية الخبرات الطفولية المرتبطة بالجنس والعدوان، كما
أكدت له عملية الكبت لهذه الخبرات والتي تجعل منها خبرات لاشعورية .
4. مرحلة التقييم والمراجعة وافتراض النظام النهائي لبناء الشخصية ( 1914- 1939 ) :
بدأ اهتمام فرويد بمبدأ الواقع، واعتبره الأساس في نمو الأنا في مرحلة الرضاعة .
فرق بين عمليات التفكير الأولية والثانوية، مؤكدا بان العمليات الأولية تعني الطاقة الكلية اللاشعورية والتي تسعى لتحقيق الإشباع وتتركز حول غريزتي الجنس والعدوان، في حين أرجع العمليات الثانوية للعمليات الفكرية الشعورية المرتبطة بالأنا الذي يرتبط بدوره بالواقع، والتي تعمل على تأجيل أو تنظيم إشباع الغرائز .
أكد أهمية اللاشعور و أوجد نموذجه عن الشعور واللاشعور .
نظر إلى عملية الكبت على أنها عملية توازن بين الألم واللذة. فالرغبات غير المقبولة تبت لتجنيب الفرد
ألم اكبر .
توصل إلى البناء النهائي للشخصية والمكون من الهو والانا و الأنا العليا .
أهم المسلمات النهائية في نظرية فرويد :
غريزتي الجنس والعدوان :
تمثل حتمية البايولوجية المتمثلة في غريزيتي الجنس والعدوان صلب نظرية فرويد، حيث يرى أنهما
مصدر الطاقة الديناميكية في الحياة النفسية، وكما هو الحال في بقية أجزاء النظرية فقد مرت نظريته في الجنس بثلاث مراحل كان أخرها اعتقاده بوجود دافعين متصارعين أحدهما هو الدافع نحو الحياة والآخر نحو الموت والدمار، ويرتبط الأول بالحب والجنس الذي يبدأ مع بدايات الحياة ذلك انه الأساس في الحياة، ويكون الجنس موجها نحو الذات وهذا يظهر في النرجسية في المراحل الأولى وقد تستمر في الحالات المرضية، ثم يوجه نحو موضوعات خارجية مع بدايات المرحلة الأوديبية. والآخر يرتبط بالعدوان أو
الدافع نحو الموت والموجه أساسا نحو الذات ثم الآخرين .
بناءات الشخصية
تناول فرويد بناءات الشخصية من جانبين ، حيث تحدث عن البناءات من حيث أساس تكوينها و وظائفها
وتشمل الهو ، الأنا ، والانا العليا، ثم تحدث عنها وعن محتواها من حيث مدى ارتباطها بالوعي فقسمها إلى : الشعور ، ما قبل الشعور ، و أخيرا اللاشعور .
بناءات الشخصية وفقاً لأساس تكوينها ووظائفها :
1. الهو Id : يولد الطفل مزودا به، ويرتبط بالغرائز الأساسية و أهمها الجنس والعدوان ويسير وفقا لمبدأ اللذة، بمعنى انه يسعى للإشباع المباشر ويصارع لتحقيق ذلك.
2. الأنا Ego : تنمو الأنا خلال مرحلة الرضاعة حيث ينفصل عن الهو كنتيجة للضغوط التي يفرضها الواقع
على الفرد. ويعمل الأنا من الناحية الوظيفة كوسيط بين الواقع ورغبات الهو، حيث يسعى إلى إشباع هذه الرغبات بطريق مشروع اجتماعيا (مبدأ الواقع) ، كما أنه في صراعه هذا يقع تحت ضغوط الأنا العليا وخاصة عندما يضعف أمام رغبات الهو المرفوضة. ولتحقيق ذلك يعمل على تأجيل الإشباع عند الحاجة، وقد يعمل من خلال ميكانزمات الدفاع لحل الصراع بين حاجات الهو، ومتطلبات الواقع وقيم الأنا العليا.
3. الأنا الأعلى Super-ego : تنمو الأنا العليا في نهايات المرحلة الأوديبية ، وذلك كنتيجة للتوحد مع الوالد (ة) من نفس الجنس ، ويتم امتصاص القيم الوالدية حول ما هو مقبول أو غير مقبول، وتعمل كقوة ضاغطة على الهو من جانب، وأيضا على الأنا عندما يبدي تساهلا في التعامل مع الهو.
مستوى الوعي الخبرة وعلاقتها ببناءات الشخصية :
يقسم فرويد الخبرات وفقا لثلاثة أبنية من حيث درجة الوعي بها، ترتبط بها البناءات السابقة الذكر إلى درجة كبيرة البناءات وتشمل:
1. الشعور Consciousness : ويمثل الجزء الواعي من العقل، ويشمل الجزء الأكبر من الأنا (العمليات العقلية الواعية) فيما عدا ميكانزمات الدفاع اللاشعورية.
2. ما قبل الشعور sub- consciousness : ويحوي تلك الخبرات التي لا تكون في مركز الوعي إلا انه يمكن استرجاعها بشيء من الجهد وأيضا الخبرات في طريقها إلى الكبت.
3. اللاشعور Unconsciousness : هذا هو الجزء الأهم من وجهة نظر فرويد، حيث يمثل الجزء الأعمق من العقل والبعيد عن الوعي. حيث تكون محتوياته لا شعورية وعادة ما ترتبط بالرغبات الأحداث الماضية والتي ترتبط عادة بالمركبات الأوديبية المرتبطة بالجن والعدوان، التي حولت عن طريق (ميكانزم الكبت ) من حيز الوعي إلى حيز اللاوعي أو اللاشعور. ولعل من أهم ما قدمه فرويد في هذا المجال هو تفسيره عن ديناميكية أو فاعلية الشعور والتي تظهر في ميكانزمات الدفاع التي تبدأ بميكانزم الكبت ثم مجموعة من ميكانزمات الأنا اللاشعورية التعويضية ( منها على سبيل المثال الإسقاط، التبرير ، الإعلاء….الخ ) التي تعمل على ضمان استمرارية كبت الخبرات المؤلمة أو غير المقبولة، مع تحقيق نوع من التوازن الناتج عن خفض منسوب القلق. كما تظهر هذه الديناميكية في عمل بعض الأجهزة التي افترضها فرويد كجهاز مراقبة الأحلام Censorship System والذي يعمل من خلال ميكانزماته الخاصة (سبق الحديث عنها) على تشويه الأحلام لضمان بقاء الخبرات المؤلمة في حيز اللاشعور.
مراحل النمو النفسي الجنسي :
المراحل
العمرية
المرحلة النفس
جنسية
المنطقة الشبقية طبيعة النمو وخصائصه
السنة الأولى الفمية
Oral Stage
الفم يولد الفرد وهو مزودا ب(الهو Id ) بما يحويه من طاقة غريزية. ينمو الأنا من الهو وذلك للتوفيق بين الرغبات والواقع.
السنة الثانية الشرجية Anal
stage
الشرج استمرار لنمو الأنا .
من 3 - 5 الأوديبية
Phallic Stage
الأعضاء الجنسية
والجسم (عام)
تظهر المركبات الأوديبية. يبدأ مع نهايات المرحلة التوحد مع الوالد من نفس الجنس، مما يعني بدء نمو الأنا العليا. بدء عملية الكبت وتكوين المحتويات اللاشعورية.
-6 نهاية
الطفولة
الكمون
Latency
Stage
كمون مرحلة تقل فيها سيطرة الرغبات الغريزية، ويميل الفرد إلى النمو المعرفي والاستطلاع
المراهقة المراهقة
Adolescence
(Genital
Stage)
الجسم والأعضاء
الجنسية
النضج الجنسي من الناحية التركيبية والوظيفية. تربط
سلامة النمو في هذه المرحلة بالحل السليم للمركبات الأوديبية، وفشل حل هذه المركبات في حينها (المحلة الأوديبية) يؤدي إلى إعاقة النمو (التثبيت أو النكوص)
وظهور أعراض الاضطرابات النفسية.
استغرق تطوير نظرية فرويد مدة تزيد عن الخمسين عاما ( 1886- 1939)، حيث تناول فرويد خلال عمره
المديد كثيرا من الأفكار والتي استمر في تطويرها والتنازل عن بعضها وتأكيد بعضها الآخر في فترات لاحقة،
ولقد توفي وهو يطور في نظريته ، ويمكن تلخيص التطور التاريخي للنظرية في :
1. مرحلة الإعداد 1886- 1895 :
تشمل دراسته الطبية والفلسفية ثم عمله مع المشتغلين بالعلاج النفسي ومنهم بروير و شيركوه ويتمثل أن العوامل المؤثرة في فكره خلال هذه الفترة في خلفيته الطبية، تأثره بالاتجاه الفلسفي العقلي، و كشفة من خلال العمل مع بروير لأهمية الخبرات الجنسية المؤلمة .
وكان من أهم المنتجات النظرية في هذه المرحلة ما يلي:
تأثره باعتقاد بروير بان الاضطرابات الانفعالية المؤلمة هي أساس الاضطرابات الهستيرية.
استخدام التنويم المغناطيسي ونجاحه المحدود فيه وارتباطه بكثير من المشكلات.
اكتشاف أهمية التنفيس الانفعالي ، وتطويره كبديل للتنويم المغناطيسي.
من خلال علاج بعض الحالات الهستيرية، وصل فرويد إلى قناعة بأن الخبرات الانفعالية المؤلمة المؤدية إلى الاضطرابات الهستيرية ترتبط بخبرات جنسية مؤلمة في الطفولة. ووصل إلى فكرة (الإغواء الجنسي Sexual Seduction التي عدل عنها فيما بعد)، هذه الأفكار مهدت لنظريته في الجنس في المراحل التالية .
2. مرحلة التحليل النفسي لذاته وما أسفرت عنه من تعديلات في أفكاره الأولى (1895- 1899 )
ولعل من أهم المنتجات النظرية في هذه المرحلة ما يلي:
وصوله إلى قناعة تامة بنظرية الجنسية الطفولية.
تحديد مراحل النمو النفس- جنسي.
تحديد للمركبات الأوديبية في مرحلة الطفولة المبكرة المرحلة الأوديبية أوPhallic Stage .
وصوله إلى فكرة اضطراب النمو بالثبات أو النكوص .
3. مرحلة اشتغاله بتفسير الأحلام ومنتجات نظرية جديدة ( 1900 - 1914 ) :
توصل الى نظريته في الاحلام مؤكدا الوظيفة الديناميكية لها والمتمثلة في التنفيس الانفعالي وخفض درجة القلق الناتجة عن الصراعات اللاشعورية كنتيجة لضغوط الأنا المؤكدة لضرورة إبقاء الخبرات المؤلمة في حيز اللاشعور، يكون تعبير الاحلام غير مباشر، و ذلك من خلال اشتماله على معنى ظاهر هو ما يمكن للفرد استرجاعه شعوريا , وهي متضاربة وغير منطقية ومشوهة أحيانا ، ومعنى باطن (خفي) يشير إلى الرغبات اللاشعورية . و يحدث التشويه في محتويات الحلم عن طريق ميكانزمات دفاعية أو نظام الرقابة اللاشعوري Censorship System حيث يعمل على منع خروج الرغبات المكبوتة إلى الوعي بع اليقظة ، ويتم تشويه الحلم بعدد من الميكانزمات تشمل :
1. التركيز Condensation ،
2. التحويل أو الإبدال Replacement ،
3. التمثيل البصري Visual Representation
4. المراجعة الثانوية . Secondary review
على اعتبار أن للأحلام وظيفة اشباعية وتنفيسية، يرى فرويد أن الأحلام ذات طبيعة نكوصية ونعني بذلك
ارتباطها بخبرات الطفولة و الرغبات المكبوتة والمؤلمة والمرتبطة بالجنس والعدوان في الغالب. حيث يحقق الحلم إشباعا أو تنفيسا محدودا نتيجة لنظام الرقابة.
لا يتناقض ما يراه فرويد من أن للأحلام وظيفة اشباعية أو تنفسية، حيث أن الإشباع ليس بالضرورة أن
يرتبط باللذة (الجنس)، و عليه يفسر فرويد الأحلام التي لا تؤدي إلى اللذة بأنها ترتبط بغريزة العدوان ،
كما أنها قد تعمل كميكانزم لتشويه الحلم و إخفاء الرغبات من الظهور للوعي .
هذه النتائج أكدت لفرويد افتراضاته السابقة عن أهمية الخبرات الطفولية المرتبطة بالجنس والعدوان، كما
أكدت له عملية الكبت لهذه الخبرات والتي تجعل منها خبرات لاشعورية .
4. مرحلة التقييم والمراجعة وافتراض النظام النهائي لبناء الشخصية ( 1914- 1939 ) :
بدأ اهتمام فرويد بمبدأ الواقع، واعتبره الأساس في نمو الأنا في مرحلة الرضاعة .
فرق بين عمليات التفكير الأولية والثانوية، مؤكدا بان العمليات الأولية تعني الطاقة الكلية اللاشعورية والتي تسعى لتحقيق الإشباع وتتركز حول غريزتي الجنس والعدوان، في حين أرجع العمليات الثانوية للعمليات الفكرية الشعورية المرتبطة بالأنا الذي يرتبط بدوره بالواقع، والتي تعمل على تأجيل أو تنظيم إشباع الغرائز .
أكد أهمية اللاشعور و أوجد نموذجه عن الشعور واللاشعور .
نظر إلى عملية الكبت على أنها عملية توازن بين الألم واللذة. فالرغبات غير المقبولة تبت لتجنيب الفرد
ألم اكبر .
توصل إلى البناء النهائي للشخصية والمكون من الهو والانا و الأنا العليا .
أهم المسلمات النهائية في نظرية فرويد :
غريزتي الجنس والعدوان :
تمثل حتمية البايولوجية المتمثلة في غريزيتي الجنس والعدوان صلب نظرية فرويد، حيث يرى أنهما
مصدر الطاقة الديناميكية في الحياة النفسية، وكما هو الحال في بقية أجزاء النظرية فقد مرت نظريته في الجنس بثلاث مراحل كان أخرها اعتقاده بوجود دافعين متصارعين أحدهما هو الدافع نحو الحياة والآخر نحو الموت والدمار، ويرتبط الأول بالحب والجنس الذي يبدأ مع بدايات الحياة ذلك انه الأساس في الحياة، ويكون الجنس موجها نحو الذات وهذا يظهر في النرجسية في المراحل الأولى وقد تستمر في الحالات المرضية، ثم يوجه نحو موضوعات خارجية مع بدايات المرحلة الأوديبية. والآخر يرتبط بالعدوان أو
الدافع نحو الموت والموجه أساسا نحو الذات ثم الآخرين .
بناءات الشخصية
تناول فرويد بناءات الشخصية من جانبين ، حيث تحدث عن البناءات من حيث أساس تكوينها و وظائفها
وتشمل الهو ، الأنا ، والانا العليا، ثم تحدث عنها وعن محتواها من حيث مدى ارتباطها بالوعي فقسمها إلى : الشعور ، ما قبل الشعور ، و أخيرا اللاشعور .
بناءات الشخصية وفقاً لأساس تكوينها ووظائفها :
1. الهو Id : يولد الطفل مزودا به، ويرتبط بالغرائز الأساسية و أهمها الجنس والعدوان ويسير وفقا لمبدأ اللذة، بمعنى انه يسعى للإشباع المباشر ويصارع لتحقيق ذلك.
2. الأنا Ego : تنمو الأنا خلال مرحلة الرضاعة حيث ينفصل عن الهو كنتيجة للضغوط التي يفرضها الواقع
على الفرد. ويعمل الأنا من الناحية الوظيفة كوسيط بين الواقع ورغبات الهو، حيث يسعى إلى إشباع هذه الرغبات بطريق مشروع اجتماعيا (مبدأ الواقع) ، كما أنه في صراعه هذا يقع تحت ضغوط الأنا العليا وخاصة عندما يضعف أمام رغبات الهو المرفوضة. ولتحقيق ذلك يعمل على تأجيل الإشباع عند الحاجة، وقد يعمل من خلال ميكانزمات الدفاع لحل الصراع بين حاجات الهو، ومتطلبات الواقع وقيم الأنا العليا.
3. الأنا الأعلى Super-ego : تنمو الأنا العليا في نهايات المرحلة الأوديبية ، وذلك كنتيجة للتوحد مع الوالد (ة) من نفس الجنس ، ويتم امتصاص القيم الوالدية حول ما هو مقبول أو غير مقبول، وتعمل كقوة ضاغطة على الهو من جانب، وأيضا على الأنا عندما يبدي تساهلا في التعامل مع الهو.
مستوى الوعي الخبرة وعلاقتها ببناءات الشخصية :
يقسم فرويد الخبرات وفقا لثلاثة أبنية من حيث درجة الوعي بها، ترتبط بها البناءات السابقة الذكر إلى درجة كبيرة البناءات وتشمل:
1. الشعور Consciousness : ويمثل الجزء الواعي من العقل، ويشمل الجزء الأكبر من الأنا (العمليات العقلية الواعية) فيما عدا ميكانزمات الدفاع اللاشعورية.
2. ما قبل الشعور sub- consciousness : ويحوي تلك الخبرات التي لا تكون في مركز الوعي إلا انه يمكن استرجاعها بشيء من الجهد وأيضا الخبرات في طريقها إلى الكبت.
3. اللاشعور Unconsciousness : هذا هو الجزء الأهم من وجهة نظر فرويد، حيث يمثل الجزء الأعمق من العقل والبعيد عن الوعي. حيث تكون محتوياته لا شعورية وعادة ما ترتبط بالرغبات الأحداث الماضية والتي ترتبط عادة بالمركبات الأوديبية المرتبطة بالجن والعدوان، التي حولت عن طريق (ميكانزم الكبت ) من حيز الوعي إلى حيز اللاوعي أو اللاشعور. ولعل من أهم ما قدمه فرويد في هذا المجال هو تفسيره عن ديناميكية أو فاعلية الشعور والتي تظهر في ميكانزمات الدفاع التي تبدأ بميكانزم الكبت ثم مجموعة من ميكانزمات الأنا اللاشعورية التعويضية ( منها على سبيل المثال الإسقاط، التبرير ، الإعلاء….الخ ) التي تعمل على ضمان استمرارية كبت الخبرات المؤلمة أو غير المقبولة، مع تحقيق نوع من التوازن الناتج عن خفض منسوب القلق. كما تظهر هذه الديناميكية في عمل بعض الأجهزة التي افترضها فرويد كجهاز مراقبة الأحلام Censorship System والذي يعمل من خلال ميكانزماته الخاصة (سبق الحديث عنها) على تشويه الأحلام لضمان بقاء الخبرات المؤلمة في حيز اللاشعور.
مراحل النمو النفسي الجنسي :
المراحل
العمرية
المرحلة النفس
جنسية
المنطقة الشبقية طبيعة النمو وخصائصه
السنة الأولى الفمية
Oral Stage
الفم يولد الفرد وهو مزودا ب(الهو Id ) بما يحويه من طاقة غريزية. ينمو الأنا من الهو وذلك للتوفيق بين الرغبات والواقع.
السنة الثانية الشرجية Anal
stage
الشرج استمرار لنمو الأنا .
من 3 - 5 الأوديبية
Phallic Stage
الأعضاء الجنسية
والجسم (عام)
تظهر المركبات الأوديبية. يبدأ مع نهايات المرحلة التوحد مع الوالد من نفس الجنس، مما يعني بدء نمو الأنا العليا. بدء عملية الكبت وتكوين المحتويات اللاشعورية.
-6 نهاية
الطفولة
الكمون
Latency
Stage
كمون مرحلة تقل فيها سيطرة الرغبات الغريزية، ويميل الفرد إلى النمو المعرفي والاستطلاع
المراهقة المراهقة
Adolescence
(Genital
Stage)
الجسم والأعضاء
الجنسية
النضج الجنسي من الناحية التركيبية والوظيفية. تربط
سلامة النمو في هذه المرحلة بالحل السليم للمركبات الأوديبية، وفشل حل هذه المركبات في حينها (المحلة الأوديبية) يؤدي إلى إعاقة النمو (التثبيت أو النكوص)
وظهور أعراض الاضطرابات النفسية.