بسم الله الرحمن الرحيم
تكريم الإسلام للمرأة
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -
الحمد لله الذي قدّر فهدى خلق الذكر والأنثى ومايز بينهما في الخلقة والصفات والأعمال (( وليس الذكر كالأنثى ))
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الأسماء الحسنى وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واقتفى وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد أيها الناس : اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من عدم وفاوت بين المخلوقين في صفاتهم وفي أفعالهم وفيما كلفهم به فميز بين الذكور والإناث فجعل للذكور صفات وخلقة وأعمالا تليق بهم وجعل للنساء خلقة وصفات وأعمالا تليق بهن .
فإذا قام كل من الجنسين بما يليق به من العمل انتظمت الحياة واستقام الدين وتمت المصالح . أما إذا اختل هذا النظام الإلهي فأخذ الرجال صفات النساء وأعمال النساء وأخذت النساء صفات الرجال وأعمال الرجال اختل المجتمع وتناثرت الأسر وضاعت المصالح وهذا مايريده لنا أعدائنا من الكفار والمشركين فإنهم لا يرضون لنا إلاّ أن نترك ديننا قال تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )) وقال (( كونوا هودا أو نصارى تهتدوا )) (( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء )) (( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا )) فهذا شيء بينه الله لنا من أخلاق الكفار وهم عليه دائما وأبدا لا يتحولون عنيه أبدا إلى أن تقوم الساعة إلا من أسلم منهم أو استسلم . ولكن العجب أن يقوم بهذه الدعوة إلى تغيير الفطرة وتحول الرجال إلى صفات النساء وأخلاق النساء وأعمال النساء وتحول النساء إلى أعمال الرجال وصفات الرجال أن يدعوا إلى هذا فئة منا من رجالنا ونسائنا من المنافقين والمنافقات الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف هذا هو العجب أن يكون أعداؤتنا منا ومن أبنائنا كما قال صلى الله عليه وسلم لما ذكر أن هناك دعاة على أبواب جهنم قيل : صفهم لنا يا رسول الله قال : " هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " إن هؤلاء يريدون أن يتحول كل من الجنسين إلى صفة الآخر لأجل أن يتدمر المجتمع ولأجل أن نلحق بركب الكفار, ولا نتميز عنهم ونفقد هذه النعمة العظيمة . إنها بلية كبيرة وقد لعن صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن المتشبهات من النساء بالرجال لأجل أن يبقى كل على ميزته وعلى طبيعته وعلى عمله حتى يتكامل بناء المجتمع وتتم المصالح وتصان الأعراض .
إنهم يريدون أن يدمروا المرأة , وأن يخرجوها عن عملها الخاص بها واللائق بها وأن يحولوها من صفاتها صفات الأنوثة والحياء والعفة إلى صفات الرجال وعدم الحياء وعدم العفة يريدون أن يخرجوها من بيتها وأسرتها وأن يزجوا بها في الأعمال التي لا تليق بها ولما رأوا أن الشريعة وضعت لها ضوابط وحدودا تتمشى عليها أرادوا أن يزيلوا هذه الحدود و هذه الضوابط ويغيروا حدود الله عز وجل.
لما رأوا أن الإسلام أمر المرأة بالحجاب قالوا : الحجاب عادة قديمة وأخلاق وعادات بالية فعلى المرأة أن تتحرر منه وأن تخرج سافرة لماذا يضرب عليها هذا القيد وهي إنسان لها حق الإنسانية . لماذا تحتجب المرأة ولا تخرج سافرة حتى أثروا على بعض ضعيفات الإيمان والمخدوعات فانضممنا إلى سيف هذه الدعوة الخبيثة وصرنا ينادينا بخلع الحجاب والتعري والتفسخ والإنحلال حتى أثروا فيهن لأنهن نساء ضعيفات , ضعيفات عقل ودين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . فأثروا على طائفة من بنات المسلمين حتى صاروا هن على رغبتهن .
لما رأوا أن عمل المرأة في البيت تربي أولادها وتنظم شؤون بيتها وتحفظ زوجها في غيبته لما رأوا ذلك أرادوا أن يفسدوا هذه المكانة لها وأن يخرجوها إلى الأعمال الشاقة التي لا تليق بها وتتولى أعمال الرجال , تتولى أعمال الرجال في المكتب , تتولى أعمال الرجال في الأسواق والبيع والشراء وحضور الندوات والمؤتمرات المختلطة مع الرجال .
لما رأوا أن الشارع الحكيم أمر النساء بالإعتزال عن الرجال وعدم الإختلاط بين الجنسين قالوا لابد من الإختلاط ولماذا يحجرعلى المرأة , لماذا توضع السواتر بينها وبين الرجال حتى آلى بهم الأمر إلى أن يطلبوا أن المرأة تحاضر أمام الرجال وتخطب الجمعة والعيدين وتؤم الرجال , تؤمهم في الصلاة مع أن النبي قال : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن " . خيرلهن من أن تخرج حتى إلى المسجد الذي هو بيت من بيوت الله وللعبادة . فكيف إذا خرجت لغير المسجد ؟ الأمر أشد. هم يقولون لا . المرأة إنسان , المرأة تخرج ولا حجر عليها ,تخرج عن طاعة زوجها وأبيها ووليها فتقوم بتشغيل سيارتها بأي وقت من ليل أو نهار وتذهب وتتواعد مع من تشاء ويقف لها في الطريق من يشاء وتُركب معها من يشاء دون حسيب أو رقيب ودون خوف من الله سبحانه وتعالى .
أمروا أن تصور المرأة , طلبوا أن تصور المرأة في البطاقة الشخصية حتى يطلّع على صورتها الرجال وحتى تبتذل صورتها وتكون دعاية للشر وتجلب الناس بصورتها إذا تداولوها بينهم , كذلك قالوا لها لا حجر على المرأة أن تسافر بدون محرم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يحل لإمرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلاومعها ذو محرم " .
لما رأوا الزواج يعوقها حيث الزواج يترتب عليه أنها ستبقى في بيت الزوجية وأنها تحمل وتلد وتربي أولادها وهذا يعوقها عما يريدون , قالوا زواج المسيار, زواج المسيار يتزوجها واحد يمر عليها بليل أو نهار وقد لا يعلم الناس أنه زوج لها فيتهمونها ويتهمونه , يمر عليها لأجل قضاء الشهوة فقط وأما الرقابة عليها وأما رعاية الزوج لأولاده منها وأما أنه يراقبها أين تذهب كل هذا يزول مع زواج المسيار.
فتصبح حرة لا علاقة لزوجها بها إلا هذه الساعة التي يأتي لقضاء الشهوة كالبهيمة كالبهائم والعياذ بالله هكذا يريدون . وهكذا يقصدون . ولكن نسأل الله عز وجل أن يكف شرهم عن المسلمين .
أرادوا أن تقيم المرأة أسواقا تجارية , يقولون لا يبيع على النساء إلا النساء , هكذا جاءوا من طريق الدين قالوا لا يبيع على النساء إلا النساء وهذا بالطبع يحتاج إلى أن النساء يقمن أسواقا تجارية وتسافر لتجارتها وتعرض سلعها ولا تشتري من الأسواق العامة حتى لا يكون عليها رقابة وحتى لا أحد يتدخل فأرادوا أن يقيموا لها أسواق بحجة أن هذا أعف لها فهم جاءوا بطريقة خادعة والواقع أن النساء إذا أقمن أسواقا مستقلة فإن ذلك مدعاة لتمردهن على الحياء والعفة وأن تمضي ليلها ونهارها في هذه الأسواق لأنها أصبحت مثل الرجل تراعي تجارتها وتراعي سوقها وتراعي زبائنها . فلا تستقر في بيتها , وهذا ما يريدون , هذا ما يريدونه لها وهذا ما يقصدون من وراء دعايتهم التي يظهر للإنسان الغر أن فيها خير . لأن نساء مع نساء و النساء تقيم أسواق للنساء هذا يظهر خير لكن هم لا يريدون ذلك , يريدون أن يخرجوا المرأة عن أنوثتها وعن طبيعتها حتى تصبح كالرجال تماما هذا هو القصد ومازالت النساء من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عهدنا وهي لم تقم أسواقا خاصة بها والأمور متمشية لها أن تأخذ حاجتها من السوق مع الستر والحياء ولا بأس أن تشتري من الرجل وأن يبيع عليها الرجل مع العفة والحياء أو توصي زوجها أو وليها أو أحد أن يأتي لها بحاجتها . ما احتاج المسلمون الى اقامة اسواق خاصة بالنساء .
من مكرهم وكيدهم أنهم فرضوا على الشركات وعلى المؤسسات أن توظف النساء وإلا فإنهم لا يمنحون الرخصة لهم لا يمنحون الرخصة لأصحاب المؤسسات ولا الشركات ولا لأصحاب المحلات إلا بشرط أن يوظفوا عددا من النساء هذا من باب الكيد للمسلمين ومن باب إلزام المسلمين بفكرتهم الخبيثة .
وكذلك قالوا إن المراة إنسان فلماذا كل هذه القيود عليها ولماذا كل هذه المراقبة عليها لماذا لا تعطى حريتها ؟ هل الحرية في أنها تخرج على آداب الشريعة هذه عبودية وليست حرية , الحرية أن تتقيد بعفتها وأنوثتها وأن تقوم بوظيفتها اللائقة بها , هذه هي الحرية أما أنها تُزج في المتاهات وفي أعمال الرجال وهي إمرأة ضعيفة فهذا من إهلاكها وهذا من إتلاف مقومات المجتمع فعلى المسلمين أن يتنبهوا إلى كيد أعدائهم فإنهم والله لا يزالون ولا يفترون عن إهلاك المسلمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ولم يجدوا أقرب من المرأة لتدمير المجتمع . جعلوها مذيعة تخرج أمام الرجال وتخرج في الشاشات سافرة متجملة جعلوها تختلط بالمذيعين حتى أن الرجل يبدأ الكلمة فتكملها المرأة تكملها المرأة , لماذا كل هذا ؟ إلا الكيد للإسلام والمسلمين هل تصلح المرأة مذيعة هل تصلح المرأة تخرج في الشاشات أمام الناس إلا أن هذا من باب الكيد للمسلمين هل المجتمع عدم الرجال ؟ الرجال الآن متعطلون من الأعمال متعطلون من الوظائف والرجال هم القوامون على النساء فإذا مُكن الرجال من العمل وأعطوا المكافأة والرواتب فإنهم سينفقون على النساء وسينفقون على أولادهم وبيوتهم أما إذا عُطّلوا من الأعمال ويحرص الآن وينادى بتوظيف النساء ولا نسمع من ينادي بتوظيف الرجال لأن هذا كيد للمسلمين فعلى المسلمين أن يتنبهوا لذلك أن يتنبهوا إلى زوجاتهم وبناتهم لأنهم مسؤلون عنهن أمام الله سبحانه وتعالى . أن يلزموهن بالحياء والعفة والبقاء في البيوت وأن يزوجهن من يرضون دينه وأمانته . قال صلى الله عليه وسلم :" إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "
فلابد في الزوج أن يكون ذا دين وذا أمانة حتى يصون المرأة أما إذا كان دينه ضعيفا أو ليس له دين أو ليس أمينا على الأعراض فإن هذه خيانة فالذي يزوجه مع فقده للدين والأمانة هذا خائن للأمانة وواضع للمرأة في غير موضعها فعلى الرجال أن يتنبهوا لهذا الأمر ويعلموا أنه يكادوا لهم باليل والنهار بحجة أن النساء معطلات . يا سبحان الله متى كانت النساء معطلات وهن يقمن بأعمال البيوت . أعمال البيوت أكثر من أعمال الرجال خارج البيوت هل يرون أن المرأة تخرج والرجل يجلس في البيت ؟ نعم هذا هو الواقع الآن , فالمرأة تخرج من البيت للتدريس أو للدراسة وقد تسافر تكون وظيفتها وهذا من الكيد أيضا تكون وظيفتها في بلد بعيد عن بلدها تسافر يوميا ذهابا وإيابا والرجل بالبيت يربي الأولاد وإذا لم يبقى الرجل في البيت فإن الأولاد يُدفعون إلى دور الحضانة وإلى دور الرعاية كما هو عند الكفار .
المسلمون نشأوا على دين الإسلام وعلى العفة وعلى النزاهة وعلى الدين وعلى الأمانة والأخلاق ( وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ) فالواجب على المسلمين أن يتنبهوا لكيد أعدائهم وأن يعلموا أن هؤلاء الذين يتباكون على المرأة ويدّعون أنها مظلومة أنهم هم الظالمون وأنهم يريدون إهلاك المرأة , لا رحمة المرأة . والمرأة ولله الحمد في بلاد المسلمين وتحت حكم الإسلام ليست مظلومة بل هي مُنصَفة ومُعطاة حقها وإذا قُدّر أن رجلا يتعسف على المرأة فهناك السلطة تزيل تعسفه وظلمه على المرأة . فالله جل وعلا جعل المحاكم الشرعية لأجل إزالة المظالم عن الناس , فالذي يريد أن يتحكم في المرأة وأن يعظل موليته فإن هناك المحكمة الشرعية تزيل هذا التحكم وهذا الظلم وليس حل الظلم في أن المرأة تُدفع إلى الهوة وإلى ما لا يليق بها ويقال هذا من حرية المرأة . فاتقوا الله عباد الله واعرفوا عدوكم من صديقكم ولا تغرّنكم الدعايات الخادعات , لا تغرّنكم الأقوال التي في داخلها سم ناقع وظاهرها أنها الخير والنصيحة وإرادة الخيرللمجتمع , لا تغرنكم هذه الأمور فإن المنافقين كثيرون ومن ورائهم الكفار يؤزونهم وكلهم حرب ضدكم .
فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على حرماتكم وعلى نسائكم وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله على فضله و إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد : أيها الناس اتقوا الله تعالى , قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية . والأمر كذلك في شأن المرأة , كانت المرأة في الجاهلية مضيّعة وكان المجتمع يكرهها وإذا ولدت للرجل فإنه يقع في شدة (( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون )) فمنهم من يدفنها وهي حية فتموت تحت التراب وهي الموءودة ومنهم من يبقيها على الإهانة , يمسكها على هون يعني على إهانة لها .
هذا وضعها في الجاهلية , كان الرجل يتزوج العدد بدون حد . فجاء الإسلام وأعز المرأة وكرّمها . ووعد من وُلد له بنات فقام بإحسان تربيتهن وصبر عليهن , بالجنة وعده بالجنة .
بدل أن يكره المرأة ويستاء منها فإن فيها خيرا هي أم المجتمع , هي القاعدة للبيوت فكيف يكرهها الرجل ؟ كيف يكرهها إذا ولدت له ؟
كانوا يتزوجون العدد بدون حد ويهملون النساء , جاء الإسلام وقصر الرجل على أربع أو واحدة إن استطاع العدل أباح له إلى أربع وإن لم يستطع العدل قصره على واحدة (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم )) .
كانوا لا يورثون المرأة ولو عند قريبها أموالا كثيرة وهي فقيرة فإنها لا ترث منه ويجعلون المال للرجال ويحرمون النساء من الميراث , جاء الإسلام وأنصف المرأة (( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان و الأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا )) .
كانوا يتبرمون من وجود النساء ويترفعون عن ذكر المرأة ويعتبرونها أنها من الإهانة أن الإنسان يذكر المرأة أو يقول المرأة في حديثه .
الإسلام كرّمها وصانها وعظمها وجعل لها حقها من الإكرام ومن العدل سواء كانت بنتا أوكانت أختا أو زوجة أو أما أو قريبة .
فإن الإسلام جعل لها حقا على الرجل , وكذلك كانوا في الجاهلية لا يختارون للنساء الأكفياء من الرجال وإنما يزوجونهم ممن يدفع لهم المال الكثير . فإذا لم يأت مال كثير فإنه يأبى أن يزوجها فهذا من العظل الذي نهى الله عنه .
نهى الله الرجل أن يعظل المرأة بمعنى أنه يمنعها من التزوج من كفؤ رضيت به , ليس له حق أن يمنعها فلو أنه أصر على منعها فالحاكم يتدخل ويزوّجها بمن ترضى به وهو كفؤ لها لأن الحاكم ولي من لا ولي له . هذا كله من تكريم الإسلام للمرأة وإعطائها حقوقها كيف يأتي من يدّعي الإسلام الآن من الرجال والنساء ويقولون إن الإسلام ظلم المرأة هذا كفر بالله عز وجل ,وهذا اتهام لله عز وجل وهذا تنقص للشريعة فالواجب على هؤلاء أن يتوبوا إلى الله عز وجل والواجب على العلماء وطلبة العلم وأهل الغيرة أن ينكروا عليهم هذه الأقوال حتى يرتدعوا . فمجتمع المسلمين ولله الحمد مجتمع متماسك مجتمع نظيف مجتمع طاهر لا يسمح المسلمون بهذه الأفكار أن تتدخل .
وهذا معنى قول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية , فهؤلاء الذين يطنطنون بأن المرأة مظلومة في الإسلام ما رجعوا إلى تاريخها في الجاهلية وعرفوا كيف نقلها الإسلام من الظلم إلى العدل إلى الرحمة إلى الشفقة إلى الولاية (( الرجال قوامون على النساء )) جعل الرجل يتكلف ويُكلف بأن يقوم على المرأة في الإنفاق في السكنى في الرعاية في كفها عما لا يليق بها , هو القوّام عنها والمسؤول عنها . فكيف يأتي من يقول المرأة مظلومة في المجتمع المسلم , ألا ينظر هذا القائل الجاهل ألا ينظر إلى المرأة في المجتمع الكافر وكيف تعيش الآن ويقارن بينها وبين وضع المسلمة ليعرف الفرق بينهما ويعرف الجاهلية حتى لا يقول هذه الأقوال التي قيلت وسمعها ورددها من غير روية ومن غير تفكير فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرالأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شدّ شدّ في النار .
إن الله وملائكته يصلون على النبي (( يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )).
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وأرض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد ءامنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين .
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين .
اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرا فأعنه وسدده وبارك في جهوده .
اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه واردد كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره إنك على كل شيء قدير .
اللهم دمر أعدائك أعداء الدين من اليهود والنصارى وسائر الكفرة والمشركين .
اللهم شتت شملهم وخالف بين كلمتهم وأضعف قوتهم وفرق جماعتهم .
اللهم اجعل بأسهم بينهم ورد كيدهم في نحورهم إنك على كل شيء قدير .
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا .
اللهم اجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين
اللهم أصلح بطانتهم وجلسائهم ومستشاريهم وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين يارب العالمين ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم .
عباد الله : (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون )) .
فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم و(( لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون )) .
تم تفريغ الشريط يوم الثلاثاء
9 رجب 1428
24/7/2007
بقسنطينة
تكريم الإسلام للمرأة
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -
الحمد لله الذي قدّر فهدى خلق الذكر والأنثى ومايز بينهما في الخلقة والصفات والأعمال (( وليس الذكر كالأنثى ))
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الأسماء الحسنى وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واقتفى وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد أيها الناس : اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من عدم وفاوت بين المخلوقين في صفاتهم وفي أفعالهم وفيما كلفهم به فميز بين الذكور والإناث فجعل للذكور صفات وخلقة وأعمالا تليق بهم وجعل للنساء خلقة وصفات وأعمالا تليق بهن .
فإذا قام كل من الجنسين بما يليق به من العمل انتظمت الحياة واستقام الدين وتمت المصالح . أما إذا اختل هذا النظام الإلهي فأخذ الرجال صفات النساء وأعمال النساء وأخذت النساء صفات الرجال وأعمال الرجال اختل المجتمع وتناثرت الأسر وضاعت المصالح وهذا مايريده لنا أعدائنا من الكفار والمشركين فإنهم لا يرضون لنا إلاّ أن نترك ديننا قال تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )) وقال (( كونوا هودا أو نصارى تهتدوا )) (( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء )) (( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا )) فهذا شيء بينه الله لنا من أخلاق الكفار وهم عليه دائما وأبدا لا يتحولون عنيه أبدا إلى أن تقوم الساعة إلا من أسلم منهم أو استسلم . ولكن العجب أن يقوم بهذه الدعوة إلى تغيير الفطرة وتحول الرجال إلى صفات النساء وأخلاق النساء وأعمال النساء وتحول النساء إلى أعمال الرجال وصفات الرجال أن يدعوا إلى هذا فئة منا من رجالنا ونسائنا من المنافقين والمنافقات الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف هذا هو العجب أن يكون أعداؤتنا منا ومن أبنائنا كما قال صلى الله عليه وسلم لما ذكر أن هناك دعاة على أبواب جهنم قيل : صفهم لنا يا رسول الله قال : " هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " إن هؤلاء يريدون أن يتحول كل من الجنسين إلى صفة الآخر لأجل أن يتدمر المجتمع ولأجل أن نلحق بركب الكفار, ولا نتميز عنهم ونفقد هذه النعمة العظيمة . إنها بلية كبيرة وقد لعن صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن المتشبهات من النساء بالرجال لأجل أن يبقى كل على ميزته وعلى طبيعته وعلى عمله حتى يتكامل بناء المجتمع وتتم المصالح وتصان الأعراض .
إنهم يريدون أن يدمروا المرأة , وأن يخرجوها عن عملها الخاص بها واللائق بها وأن يحولوها من صفاتها صفات الأنوثة والحياء والعفة إلى صفات الرجال وعدم الحياء وعدم العفة يريدون أن يخرجوها من بيتها وأسرتها وأن يزجوا بها في الأعمال التي لا تليق بها ولما رأوا أن الشريعة وضعت لها ضوابط وحدودا تتمشى عليها أرادوا أن يزيلوا هذه الحدود و هذه الضوابط ويغيروا حدود الله عز وجل.
لما رأوا أن الإسلام أمر المرأة بالحجاب قالوا : الحجاب عادة قديمة وأخلاق وعادات بالية فعلى المرأة أن تتحرر منه وأن تخرج سافرة لماذا يضرب عليها هذا القيد وهي إنسان لها حق الإنسانية . لماذا تحتجب المرأة ولا تخرج سافرة حتى أثروا على بعض ضعيفات الإيمان والمخدوعات فانضممنا إلى سيف هذه الدعوة الخبيثة وصرنا ينادينا بخلع الحجاب والتعري والتفسخ والإنحلال حتى أثروا فيهن لأنهن نساء ضعيفات , ضعيفات عقل ودين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . فأثروا على طائفة من بنات المسلمين حتى صاروا هن على رغبتهن .
لما رأوا أن عمل المرأة في البيت تربي أولادها وتنظم شؤون بيتها وتحفظ زوجها في غيبته لما رأوا ذلك أرادوا أن يفسدوا هذه المكانة لها وأن يخرجوها إلى الأعمال الشاقة التي لا تليق بها وتتولى أعمال الرجال , تتولى أعمال الرجال في المكتب , تتولى أعمال الرجال في الأسواق والبيع والشراء وحضور الندوات والمؤتمرات المختلطة مع الرجال .
لما رأوا أن الشارع الحكيم أمر النساء بالإعتزال عن الرجال وعدم الإختلاط بين الجنسين قالوا لابد من الإختلاط ولماذا يحجرعلى المرأة , لماذا توضع السواتر بينها وبين الرجال حتى آلى بهم الأمر إلى أن يطلبوا أن المرأة تحاضر أمام الرجال وتخطب الجمعة والعيدين وتؤم الرجال , تؤمهم في الصلاة مع أن النبي قال : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن " . خيرلهن من أن تخرج حتى إلى المسجد الذي هو بيت من بيوت الله وللعبادة . فكيف إذا خرجت لغير المسجد ؟ الأمر أشد. هم يقولون لا . المرأة إنسان , المرأة تخرج ولا حجر عليها ,تخرج عن طاعة زوجها وأبيها ووليها فتقوم بتشغيل سيارتها بأي وقت من ليل أو نهار وتذهب وتتواعد مع من تشاء ويقف لها في الطريق من يشاء وتُركب معها من يشاء دون حسيب أو رقيب ودون خوف من الله سبحانه وتعالى .
أمروا أن تصور المرأة , طلبوا أن تصور المرأة في البطاقة الشخصية حتى يطلّع على صورتها الرجال وحتى تبتذل صورتها وتكون دعاية للشر وتجلب الناس بصورتها إذا تداولوها بينهم , كذلك قالوا لها لا حجر على المرأة أن تسافر بدون محرم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يحل لإمرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلاومعها ذو محرم " .
لما رأوا الزواج يعوقها حيث الزواج يترتب عليه أنها ستبقى في بيت الزوجية وأنها تحمل وتلد وتربي أولادها وهذا يعوقها عما يريدون , قالوا زواج المسيار, زواج المسيار يتزوجها واحد يمر عليها بليل أو نهار وقد لا يعلم الناس أنه زوج لها فيتهمونها ويتهمونه , يمر عليها لأجل قضاء الشهوة فقط وأما الرقابة عليها وأما رعاية الزوج لأولاده منها وأما أنه يراقبها أين تذهب كل هذا يزول مع زواج المسيار.
فتصبح حرة لا علاقة لزوجها بها إلا هذه الساعة التي يأتي لقضاء الشهوة كالبهيمة كالبهائم والعياذ بالله هكذا يريدون . وهكذا يقصدون . ولكن نسأل الله عز وجل أن يكف شرهم عن المسلمين .
أرادوا أن تقيم المرأة أسواقا تجارية , يقولون لا يبيع على النساء إلا النساء , هكذا جاءوا من طريق الدين قالوا لا يبيع على النساء إلا النساء وهذا بالطبع يحتاج إلى أن النساء يقمن أسواقا تجارية وتسافر لتجارتها وتعرض سلعها ولا تشتري من الأسواق العامة حتى لا يكون عليها رقابة وحتى لا أحد يتدخل فأرادوا أن يقيموا لها أسواق بحجة أن هذا أعف لها فهم جاءوا بطريقة خادعة والواقع أن النساء إذا أقمن أسواقا مستقلة فإن ذلك مدعاة لتمردهن على الحياء والعفة وأن تمضي ليلها ونهارها في هذه الأسواق لأنها أصبحت مثل الرجل تراعي تجارتها وتراعي سوقها وتراعي زبائنها . فلا تستقر في بيتها , وهذا ما يريدون , هذا ما يريدونه لها وهذا ما يقصدون من وراء دعايتهم التي يظهر للإنسان الغر أن فيها خير . لأن نساء مع نساء و النساء تقيم أسواق للنساء هذا يظهر خير لكن هم لا يريدون ذلك , يريدون أن يخرجوا المرأة عن أنوثتها وعن طبيعتها حتى تصبح كالرجال تماما هذا هو القصد ومازالت النساء من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عهدنا وهي لم تقم أسواقا خاصة بها والأمور متمشية لها أن تأخذ حاجتها من السوق مع الستر والحياء ولا بأس أن تشتري من الرجل وأن يبيع عليها الرجل مع العفة والحياء أو توصي زوجها أو وليها أو أحد أن يأتي لها بحاجتها . ما احتاج المسلمون الى اقامة اسواق خاصة بالنساء .
من مكرهم وكيدهم أنهم فرضوا على الشركات وعلى المؤسسات أن توظف النساء وإلا فإنهم لا يمنحون الرخصة لهم لا يمنحون الرخصة لأصحاب المؤسسات ولا الشركات ولا لأصحاب المحلات إلا بشرط أن يوظفوا عددا من النساء هذا من باب الكيد للمسلمين ومن باب إلزام المسلمين بفكرتهم الخبيثة .
وكذلك قالوا إن المراة إنسان فلماذا كل هذه القيود عليها ولماذا كل هذه المراقبة عليها لماذا لا تعطى حريتها ؟ هل الحرية في أنها تخرج على آداب الشريعة هذه عبودية وليست حرية , الحرية أن تتقيد بعفتها وأنوثتها وأن تقوم بوظيفتها اللائقة بها , هذه هي الحرية أما أنها تُزج في المتاهات وفي أعمال الرجال وهي إمرأة ضعيفة فهذا من إهلاكها وهذا من إتلاف مقومات المجتمع فعلى المسلمين أن يتنبهوا إلى كيد أعدائهم فإنهم والله لا يزالون ولا يفترون عن إهلاك المسلمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ولم يجدوا أقرب من المرأة لتدمير المجتمع . جعلوها مذيعة تخرج أمام الرجال وتخرج في الشاشات سافرة متجملة جعلوها تختلط بالمذيعين حتى أن الرجل يبدأ الكلمة فتكملها المرأة تكملها المرأة , لماذا كل هذا ؟ إلا الكيد للإسلام والمسلمين هل تصلح المرأة مذيعة هل تصلح المرأة تخرج في الشاشات أمام الناس إلا أن هذا من باب الكيد للمسلمين هل المجتمع عدم الرجال ؟ الرجال الآن متعطلون من الأعمال متعطلون من الوظائف والرجال هم القوامون على النساء فإذا مُكن الرجال من العمل وأعطوا المكافأة والرواتب فإنهم سينفقون على النساء وسينفقون على أولادهم وبيوتهم أما إذا عُطّلوا من الأعمال ويحرص الآن وينادى بتوظيف النساء ولا نسمع من ينادي بتوظيف الرجال لأن هذا كيد للمسلمين فعلى المسلمين أن يتنبهوا لذلك أن يتنبهوا إلى زوجاتهم وبناتهم لأنهم مسؤلون عنهن أمام الله سبحانه وتعالى . أن يلزموهن بالحياء والعفة والبقاء في البيوت وأن يزوجهن من يرضون دينه وأمانته . قال صلى الله عليه وسلم :" إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "
فلابد في الزوج أن يكون ذا دين وذا أمانة حتى يصون المرأة أما إذا كان دينه ضعيفا أو ليس له دين أو ليس أمينا على الأعراض فإن هذه خيانة فالذي يزوجه مع فقده للدين والأمانة هذا خائن للأمانة وواضع للمرأة في غير موضعها فعلى الرجال أن يتنبهوا لهذا الأمر ويعلموا أنه يكادوا لهم باليل والنهار بحجة أن النساء معطلات . يا سبحان الله متى كانت النساء معطلات وهن يقمن بأعمال البيوت . أعمال البيوت أكثر من أعمال الرجال خارج البيوت هل يرون أن المرأة تخرج والرجل يجلس في البيت ؟ نعم هذا هو الواقع الآن , فالمرأة تخرج من البيت للتدريس أو للدراسة وقد تسافر تكون وظيفتها وهذا من الكيد أيضا تكون وظيفتها في بلد بعيد عن بلدها تسافر يوميا ذهابا وإيابا والرجل بالبيت يربي الأولاد وإذا لم يبقى الرجل في البيت فإن الأولاد يُدفعون إلى دور الحضانة وإلى دور الرعاية كما هو عند الكفار .
المسلمون نشأوا على دين الإسلام وعلى العفة وعلى النزاهة وعلى الدين وعلى الأمانة والأخلاق ( وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ) فالواجب على المسلمين أن يتنبهوا لكيد أعدائهم وأن يعلموا أن هؤلاء الذين يتباكون على المرأة ويدّعون أنها مظلومة أنهم هم الظالمون وأنهم يريدون إهلاك المرأة , لا رحمة المرأة . والمرأة ولله الحمد في بلاد المسلمين وتحت حكم الإسلام ليست مظلومة بل هي مُنصَفة ومُعطاة حقها وإذا قُدّر أن رجلا يتعسف على المرأة فهناك السلطة تزيل تعسفه وظلمه على المرأة . فالله جل وعلا جعل المحاكم الشرعية لأجل إزالة المظالم عن الناس , فالذي يريد أن يتحكم في المرأة وأن يعظل موليته فإن هناك المحكمة الشرعية تزيل هذا التحكم وهذا الظلم وليس حل الظلم في أن المرأة تُدفع إلى الهوة وإلى ما لا يليق بها ويقال هذا من حرية المرأة . فاتقوا الله عباد الله واعرفوا عدوكم من صديقكم ولا تغرّنكم الدعايات الخادعات , لا تغرّنكم الأقوال التي في داخلها سم ناقع وظاهرها أنها الخير والنصيحة وإرادة الخيرللمجتمع , لا تغرنكم هذه الأمور فإن المنافقين كثيرون ومن ورائهم الكفار يؤزونهم وكلهم حرب ضدكم .
فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على حرماتكم وعلى نسائكم وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله على فضله و إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد : أيها الناس اتقوا الله تعالى , قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية . والأمر كذلك في شأن المرأة , كانت المرأة في الجاهلية مضيّعة وكان المجتمع يكرهها وإذا ولدت للرجل فإنه يقع في شدة (( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون )) فمنهم من يدفنها وهي حية فتموت تحت التراب وهي الموءودة ومنهم من يبقيها على الإهانة , يمسكها على هون يعني على إهانة لها .
هذا وضعها في الجاهلية , كان الرجل يتزوج العدد بدون حد . فجاء الإسلام وأعز المرأة وكرّمها . ووعد من وُلد له بنات فقام بإحسان تربيتهن وصبر عليهن , بالجنة وعده بالجنة .
بدل أن يكره المرأة ويستاء منها فإن فيها خيرا هي أم المجتمع , هي القاعدة للبيوت فكيف يكرهها الرجل ؟ كيف يكرهها إذا ولدت له ؟
كانوا يتزوجون العدد بدون حد ويهملون النساء , جاء الإسلام وقصر الرجل على أربع أو واحدة إن استطاع العدل أباح له إلى أربع وإن لم يستطع العدل قصره على واحدة (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم )) .
كانوا لا يورثون المرأة ولو عند قريبها أموالا كثيرة وهي فقيرة فإنها لا ترث منه ويجعلون المال للرجال ويحرمون النساء من الميراث , جاء الإسلام وأنصف المرأة (( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان و الأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا )) .
كانوا يتبرمون من وجود النساء ويترفعون عن ذكر المرأة ويعتبرونها أنها من الإهانة أن الإنسان يذكر المرأة أو يقول المرأة في حديثه .
الإسلام كرّمها وصانها وعظمها وجعل لها حقها من الإكرام ومن العدل سواء كانت بنتا أوكانت أختا أو زوجة أو أما أو قريبة .
فإن الإسلام جعل لها حقا على الرجل , وكذلك كانوا في الجاهلية لا يختارون للنساء الأكفياء من الرجال وإنما يزوجونهم ممن يدفع لهم المال الكثير . فإذا لم يأت مال كثير فإنه يأبى أن يزوجها فهذا من العظل الذي نهى الله عنه .
نهى الله الرجل أن يعظل المرأة بمعنى أنه يمنعها من التزوج من كفؤ رضيت به , ليس له حق أن يمنعها فلو أنه أصر على منعها فالحاكم يتدخل ويزوّجها بمن ترضى به وهو كفؤ لها لأن الحاكم ولي من لا ولي له . هذا كله من تكريم الإسلام للمرأة وإعطائها حقوقها كيف يأتي من يدّعي الإسلام الآن من الرجال والنساء ويقولون إن الإسلام ظلم المرأة هذا كفر بالله عز وجل ,وهذا اتهام لله عز وجل وهذا تنقص للشريعة فالواجب على هؤلاء أن يتوبوا إلى الله عز وجل والواجب على العلماء وطلبة العلم وأهل الغيرة أن ينكروا عليهم هذه الأقوال حتى يرتدعوا . فمجتمع المسلمين ولله الحمد مجتمع متماسك مجتمع نظيف مجتمع طاهر لا يسمح المسلمون بهذه الأفكار أن تتدخل .
وهذا معنى قول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية , فهؤلاء الذين يطنطنون بأن المرأة مظلومة في الإسلام ما رجعوا إلى تاريخها في الجاهلية وعرفوا كيف نقلها الإسلام من الظلم إلى العدل إلى الرحمة إلى الشفقة إلى الولاية (( الرجال قوامون على النساء )) جعل الرجل يتكلف ويُكلف بأن يقوم على المرأة في الإنفاق في السكنى في الرعاية في كفها عما لا يليق بها , هو القوّام عنها والمسؤول عنها . فكيف يأتي من يقول المرأة مظلومة في المجتمع المسلم , ألا ينظر هذا القائل الجاهل ألا ينظر إلى المرأة في المجتمع الكافر وكيف تعيش الآن ويقارن بينها وبين وضع المسلمة ليعرف الفرق بينهما ويعرف الجاهلية حتى لا يقول هذه الأقوال التي قيلت وسمعها ورددها من غير روية ومن غير تفكير فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرالأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شدّ شدّ في النار .
إن الله وملائكته يصلون على النبي (( يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )).
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وأرض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد ءامنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين .
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين .
اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرا فأعنه وسدده وبارك في جهوده .
اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه واردد كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره إنك على كل شيء قدير .
اللهم دمر أعدائك أعداء الدين من اليهود والنصارى وسائر الكفرة والمشركين .
اللهم شتت شملهم وخالف بين كلمتهم وأضعف قوتهم وفرق جماعتهم .
اللهم اجعل بأسهم بينهم ورد كيدهم في نحورهم إنك على كل شيء قدير .
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا .
اللهم اجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين
اللهم أصلح بطانتهم وجلسائهم ومستشاريهم وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين يارب العالمين ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم .
عباد الله : (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون )) .
فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم و(( لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون )) .
تم تفريغ الشريط يوم الثلاثاء
9 رجب 1428
24/7/2007
بقسنطينة